أحكام آية البسملة ١

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

أحكام آية البسملة أي المسائل الفقهية التي تخص آية البسملة ١*

اتفق الإمامية على أن البسملة جزء من السورة و آية مستقلة في سورة الفاتحة ألا سورة التوبة(البراءة) لأن منزوع منها الأمان كما جاء عن:

– الإمام علي(عليه السلام) في هذا المورد: « لم تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ على رأس سورة« براءة» لأنّ بسم اللّه للأمان و الرحمة و نزلت براءة لرفع الأمان و السيف فيه»(1).

و ما يدل على إن البسملة جزء من سورة الفاتحة روايات الأخبار المتكاثرة  وعليه يجب قراءة البسملة و إذا تركت عمدا بطلت الصلاة عند الأمامية الأثنى عشرية خلافا لرأي بعض المذاهب ، و استدل العلماء فيها ببعض الروايات .

– روى ثقةُ الإسلامِ في الكافِي عَن معاويةَ بنِ عمّارٍ قاَل: “قلتُ لأبِي عبدِ اللهِ (عليهِ السّلامُ) إذا قمتُ للصّلاةِ اقرأُ “بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ” في فاتحةِ القُرآنِ؟ قالَ: نعَم. قلتُ فإذا قرأتُ فاتحةَ الكتابِ اقرأُ “بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ” معَ السّورةِ؟ قالَ: نعَم”.(2)

– و في الصحيح الشيخ الطوسي ،محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام: عن السبع المثاني والقرآن العظيم هي الفاتحة؟ قال: نعم قلت: بسم الله الرحمن الرحيم من السبع؟قال: نعم هي أفضلهن.(٣)

أما باقي السور أي غير الفاتحة البسملة ليست آية مستقلة و لكن مشتركة مع الآية الأولى من كل سورة إلا سورة البراءة فجمهور المسلمين يقولون ليس لها بسملة، فالبسملة المشتركة مع أول أحرف أو أول كلمات هي أول آية من كل سورة فيجب ذكرها في الصلاة مع باقي السورة و تركها متعمدا تبطل الصلاة واستدل العلماء  ببعض الروايات، منها:

– محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) (4): جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها، فقال العباسي: ليس بذلك بأس؟ فكتب بخطه يعيدها مرتين على رغم أنفه >> (5).

و هنا زجر شديد اللهجة متعدي مسائل التقية و الأصرار على العمل بالسنة والعلة في ذلك أمور  كثيرة في ذكر البسملة ذكرناها سابقا و على أقل تقدير شكر النعم بالمدح و الثناء بذكرها.

– عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: بلغه ان أناسا ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم فقال: هي آية من كتاب الله أنساهم إياها الشيطان (6).

و هذا الزجر أشد ليس فيه أي مجاملة و شديد اللهجة و النسيان من عمل الشيطان فلم يجعل للترك شيء يمكن المجادلة فيه و للكلام تتمة في أحكام آية البسملة.

——————————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1 – التوبلاني – تفسير البرهان – ج 2 – ص 100، الطوسي – مجمع البيان – ج3 – ص2.

2 – المحقق البحراني – الحدائق الناضرة – ج 8 – ص105.

3 – الطوسي – تهذيب الأحكام – ج2 – ص289.

4 – يعني الإمام محمد بن علي الجواد عليهم السلام.

5 – الشيخ الكليني – الكافي – ج٣ – ص٣١٣.

6 – تفسير العياشي – محمد بن مسعود العياشي – ج 1 – ص21.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *