أحكام آية البسملة ٢

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

أحكام آية البسملة أي المسائل الفقهية التي تخص آية البسملة ٢*

بعد ما تكلمنا عن البسملة هل هي جزء من السورة كما أتفق الإمامية على أنها آية مستقلة في الفاتحة و جزء من الآية الأولى في جميع السور إلا سورة البراءة فإن المسلمين اتفقت كلمتهم على أن ليس لها بسملة .

البسملة التي هي جزء من السورة واجب ذكرها  قبل السورة في الصلاة و إذا تعمد الترك بطلت الصلاة عند مذهب الإمامية الإثنى عشرية وقد ذكرنا سابقا رواية الترك متعمدا.

وذكرنا أيضا بشكل موجز الجهر والاخفات بالبسملة و ذكرنا حكم الاستحباب بالجهر و كراهة الكتمان (الإخفات) في غير الصلاة وكان الكلام لإثبات التأثير المادي على المؤمنين و غير المؤمنين و عاودنا ذكر الحكم ليكون تحت العنوان الذي بدأنا به.

أما الجهر و الإخفات في الصلاة فيجب الجهر للرجال خاصة بقراءة السور في الصلاة الصبح والعشائين ،و تعمد الإخفات تبطل الصلاة أما بالنسبة إلى الظهرين ومن يقرأ سورة في الركعة الثالثة و الرابعة في الصلاة الثلاثية والرباعية لكل من الظهرين و العشائين الحكم في البسملة الجهر بالاستحباب للرجال خاصة دون باقي السورة، فباقي السورة يجب فيها الإخفات .

فالدلالة على الجهر في الصلاة

– عن رجاء ابن أبي الضحاك في حديث طويل <<وكان الرضا عليه السلام يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلاة الليل والشفع والوتر والغداة ويخفى القرائة في الظهر والعصر>>(١).

– أبان عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان قال: <<صليت خلف أبي عبد الله (ع)أياما فكان يقرأ فاتحة الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم فإذا كانت صلاة لا يجهر فيها بالقراءة جهر ببسم الله الرحمن الرحيم واخفى ما سوى ذلك>>.(٢)

– وما رواه الشيخ في المصباح عن الهادي ﷺ أنه قال: <<من علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى خمسين وزيارة الأربعين وتعفير الجبين والتختم باليمين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم>>(٣).

أما دلالة النهي عن تعمد ترك الجهر

– حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في رجل جهر فيما لا ينبغي الاجهار فيه أو اخفى فيما لا ينبغي الاخفاء فيه فقال أيّ ذلك فعل متعمداً فقد نقض صلاته وعليه الإعادة وان فعل ذلك ناسياً أو ساهياً أو لا يدرى فلا شيء عليه وقد تمت صلوته وقال قلت له رجل نسي القراءة في الأوليين فذكرها في الأخيرتين فقال يقضي القراءة والتكبير والتسبيح الذي فاته في الاولتين ولاشيء عليه>>(٤).

والظاهر أنه لا فرق بين الأداء والقضاء في الوجوب والاستحباب في البسملة فقط أو جميع السورة كما يدل عليه كلام الأصحاب وذهبوا إلى أن الجاهل فيهما معذور، والجهر إنما يجب على القول به في القراءة دون الأذكار.

أما حكم الجهر و الإخفات في النوافل فهو يتخير بين الجهر و الإخفات و ذلك للجمع بين النصوص المختلفة .

– عن الحسن بن على بن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال <<السنة في صلوة النهار بالاخفات والسنة في صلوة الليل بالاجهار>>(٥).

– عن سماعة عن ابي عبدالله عليه السّلام قال <<سألته عن الرجل هل يجهر بقرائته في التطوع ما يسمع بالنهار قال نعم>>.(٦)

أما حد الجهر أقله أن يسمعك الذي بجانبك وأما حد الإخفات بأنك تسمع نفسك .

ويستحب الجهر بقراءة السور لصلاة الجمعة و العيدين.

ووجوب الجهر بقراءة السور في صلاة الآيات ليلا أو نهارا حتى في كسوف الشمس . 

——————————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1 – البروجردي – جامع أحاديث الشيعة – ج5 – ص339 – حديث3.

2 – العاملي – الوسائل ج4 – ص745 حديث 1.

3 – العاملي – الوسائل ج14 – ص 478 – حديث1.

 4 – البروجردي – جامع أحاديث الشيعة – ج5 – ص338 – حديث1.

5 – 6 -البروجردي – جامع أحاديث الشيعة – ج5 – ص342,343 – حديث1-2.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *