بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

لماذا الله سبحانه و تعالى أختار صفتي الرحمن الرحيم و أقسم بهما دون غيرهم من الصفات *

التطبيق الثاني

والتطبيق يكون في البسملة بما فيها من معاني الاستعانة المطلقة و الخاصة و القسم الموصل للتأكيد على صفتي الرحمن والرحيم المهيمنة على جميع الآيات التي تحت البسملة، و كل ما فيها من معاني تشمل بالرحمة المستوعبة الرحمن الرحيم .

فإذا قال الله في سورة البقرة {الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (١)فإن هذا القرآن الذي يهدي المتقين رحمته التي تستوعب معنى صفتي الرحمن الرحيم الملتزم بها رب العزة من خلال القسم و تكرار اللفظ و المعاني في مفرداته.

و هناك أدلة كثيرة من القرآن الكريم على هذه الرحمة التي تهدي المتقين نذكر بعض منها:

١ – ﴿ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ 

فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(٢).

هناك تعاليم قرآنية جسدها نبي الله صلى الله عليه وآله تنمي فينا التقوى الموصلها إلى رحمة الله عزوجل فلنستثمرها..

٢- ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ

لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾(٣).

هذه التعاليم لطف إلهي نزلها على بشر مثلنا وجسدها النبي صلى الله عليه وآله  و العمل بها موصل لرحمة الله عزوجل.

٣- ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(٤).

ومن تعاليم القرآن الاستماع بتركيز  ، موصل لرحمة الله عزوجل.

٤- ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ 

لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾(٥).و من تعاليم القرآن الموصلة إلى رحمة الله عزوجل العمل بالواجبات مثل الصلاة و أطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

٥-﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا 

تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾(٦).و من تعاليم القرآن الموصلة إلى رحمة الله عزوجل ترك المحرمات و الاستغفار.

٦-﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ

وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(٧).

المحافظة على الأمانة من تربية الأطفال و 

٧-﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ 

لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾(٨).السعي لأصلاح ذات البين بورع موصل لرحمة الله عزوجل.

و هذه الأدلة و التطبيقات واضحة أن البسملة تستوعب بما فيها من معاني السور التي تليها و تهيمن عليها بالرحمة التي هي مقدار صفتي الرحمن و الرحيم التي التزم بها رب العزة والجلالة.

————————————————————-

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1 – البقرة : ١,2 .

2 – الأنعام : 155.

3- الأعراف : 63.

4 – الأعراف : 204.

5 – النور : 56.

6 – النمل : 46.

7 – يس : 45.

8 – الحجرات : ١٠.