التطبيق الثامن

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

لماذا الله سبحانه و تعالى أختار صفتي الرحمن الرحيم و أقسم بهما دون غيرهم من الصفات 

التطبيق الثامن من سورة البقرة ووصلنا إلى آيه رقم٢٤،.

وهي شمول و هيمنة آية البسملة بما فيها من صفتي الرحمن و الرحيم و باقي مفرداتها لما يأتي بعدها من الآيات .

و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته إستقراء  الموضوع.

{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }(١)

النذير هو أسم من أسماء الله الحسنى و هو تحت مضلة الرحمن و الرحيم فمن رحمته ينذر الناس بعذاب النار ليصل إليهم الزجر و يتعضوا.

لا يسعنا أن نتكلم عن التنذير (الزجر) لأننا بعيدين عن هذا الشيء نريد أن نتكلم  عن الكمال الإنساني الذي  نأخذه من تعاليم الرب عزوجل و المعصومين عليهم السلام من أنبياء و أوصياء حيث جاء 

–  في صحيفة إدريس (عليه السلام) -: طوبى لقوم عبدوني حبا، واتخذوني إلها وربا، سهروا الليل ودأبوا النهار طلبا لوجهي، من غير رهبة ولا رغبة، ولا لنار ولا جنة، بل للمحبة الصحيحة، والإرادة الصريحة، والانقطاع عن الكل إلي (٢).

– رسول الله (صلى الله عليه وآله): بكى شعيب (عليه السلام) من حب الله عز وجل حتى عمي فرد الله عز وجل عليه بصره، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره، فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب! إلى متى يكون هذا أبدا منك؟ إن يكن هذا خوفا من النار فقد أجرتك، وإن يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك، قال: إلهي وسيدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنتك ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جل جلاله إليه: أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران (٣).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار .(٤)

وقال عليه السلام في موضع آخر: إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك، ولكن وجدتك أهل للعبادة فعبدتك.(٥)

و قال عليه السلام في دعاء كميل يا إلهي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ. (٦)

وكان عليه السلام يقول: ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم، ولما ضربه ابن ملجم قال: فزت ورب الكعبة.(٧)

وقصد بذلك هو تقربه إلى ربه أكثر و أكثر أي فاز برتب التقرب ليس في باله جنات النعيم.

الكمال للإنسان بإيمان و عبادة الحرة و محبة الله وإرادته الصحيحة و هو حر بالانقطاع إليه .

——————————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1 – البقرة : ٢٤.

2 – الشهستري – ميزان الحكمة – ج1 – ص507.

3 – الشيخ الصدوق – علل الشرائع – ج 1 – الصفحة 57.

4 – المجلسي – بحار الأنوار – ج 4 – ص 14.

5 – نفس المصدر.

6 – عباس القمي – مفاتيح الجنان – ص 90.

7 – المجلسي – بحار الأنوار – ج41 – ص 2 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *