التطبيق التاسع

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

لماذا الله سبحانه و تعالى أختار صفتي الرحمن الرحيم و أقسم بهما دون غيرهم من الصفات 

التطبيق التاسع من سورة البقرة ووصلنا إلى آيه رقم٢٥،.

وهي شمول و هيمنة آية البسملة بما فيها من صفتي الرحمن و الرحيم و باقي مفرداتها لما يأتي بعدها من الآيات .

و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(١).

التبشير هي تحت مظلة الرحمن و الرحيم و الخالقية ايضا و الرازقية ايضا.

و إذا استقرأنا آيات القرآن الكريم و أحوال الجنة و المؤمنين وجدنا على مراتب الكمال في الجنة رضوان الله عزوجل {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(٢).

– الإمام زين العابدين (عليه السلام): إذا صار أهل الجنة في الجنة ودخل ولي الله إلى جنانه ومساكنه…

إن الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه؟ فيقولون: ربنا وأي شئ خير مما نحن فيه؟… رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه… ثم قرأ (عليه السلام):{ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} (٣).

فإذا أردنا معرفة الرضوان عند رب العزة  نجمع الروايات و نستخلص منها :

– تفسير العياشي: عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: عن قول الله ” أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم بئس المصير ” فقال: ” هم ” الأئمة والله يا عمار ” درجات ” للمؤمنين ” عند الله ” وبموالاتهم وبمعرفتهم إيانا يضاعف الله للمؤمنين حسناتهم، ويرفع لهم الدرجات العلى، وأما قوله يا عمار ” كمن باء بسخط من الله ” – إلى قوله -: ” المصير ” فهم والله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب عليه السلام وحق الأئمة منا أهل البيت، فباؤا لذلك بسخط من الله.(٤)

ويؤيد ذلك في حديث طويل نقتطف منه ما هو شاهدنا  – ما رواه جابر بن عبد الله في تفسير قوله تعالى: ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله نحن الوسيلة إلى الله والوصلة إلى رضوان الله، ولنا العصمة والخلافة والهداية، و فينا النبوة والولاية والإمامة(٥).

 – قال الإمام الجواد (عليه السلام):

ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى : كثرة الاستغفار , وخفض الجانب , وكثرة الصدقة.(٦)

– روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: لكل صلاة وقتان: أول وآخر، فأول الوقت أفضله، وليس لأحد أن يتخذ آخر الوقتين: وقتا إلا من علة، وإنما جعل آخر الوقت للمريض، والمعتل، ولمن له عذر، وأول الوقت رضوان الله، وآخر الوقت عفو الله (والعفو لا يكون إلا من التقصير وإن الرجل ليصلي في غير الوقت وان ما فاته من الوقت خير له من أهله وماله.(٧)

وبعد التأمل في الروايات نجد أن رضوان الله هو أعلى مراتب الجنة و يطيب لي أن أقول رضوان الله هو جوار محمد و آل محمد و ليس لي شك في هذا من كان وصل إلى رضوان الله و صل إلى جوار محمد و آل محمد.

——————————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1 – البقرة : 25 .

2 – التوبة : 72.

3 – الريشهري – ميزان الحكمة – ج1 – ص433.

4 – المجلسي – بحار تالأنوار – ج66 – ص171.

5 – نفس المصدر ج25 – ص23.

6 – نفس المصدر ج75 ص79.

7 – البروجردي – يجامع أحاديث الشيعة – ج4 – ص١٢١.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *