تطبيق آية البسملة

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد

لماذا اختار الله سبحانه و تعالى صفتي الرحمن الرحيم و أقسم بهما دون غيرهما من الصفات? والتي فيها شمول و هيمنة آية البسملة بما فيها من صفتي الرحمن و الرحيم و باقي مفرداتها لما يأتي بعدها من الآيات ؟
و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

التطبيق الثاني عشر من سورة البقرة ووصلنا إلى آية رقم 28 و آية رقم 29.

تطبيق آية البسملة بما فيها من صفتي الرحمن و الرحيم أي الرحمة بهذا التذكير في كبرى بأن الله خالق كل شيء و بيده موت العاصي و الفاسق الذي يتجرأ ويتجاوز أحكام رب العزة و الجلالة، و يتسبب بفساد في الأرض، و ليس فساد نفسه فقط، يذكره الله عزوجل في قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(1)

ماهذه الرحمة بعد فعلهم: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}(2).

وهناك رحمة تعلمية لنا و رحمة وقائية بأن نشكر نعمه عند خطابه لهؤلاء بالشكر الفعلي و الوقائي كأن نبتعد عن هكذا أفعال حيث جاء عن أهل البيت عليهم السلام مقتضى شكر المؤمن في عمله .

  • الإمام علي (عليه السلام): شكر المؤمن يظهر في عمله، وشكر المنافق لا يتجاوز لسانه (3).
  • عنه (عليه السلام): شكر العالم على علمه، عمله به وبذله لمستحقه (4).
  • الإمام الصادق (عليه السلام): شكر النعمة اجتناب المحارم، وتمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين (5)
  • الإمام علي (عليه السلام): شكر كل نعمة الورع عن محارم الله(6)

————————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.
1- البقرة : 28، 29.
2- البقرة : 27.
3- ميزان الحكمة / المحمدي الري شهري / الجزء : 2 صفحة : 1488.
4- نفس المصدر.
5-نفس المصدر.
6- نفس المصدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *