تطبيق هيمنة البسملة العشرون

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد
الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.

و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل على الآيات من سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) .(1)

كل من كان قد ضُلل في عقيدته فتاب ينفتح له باب من رحمة الله عزوجل و هو باب العفو ، كبني إسرائيل عفا الله عنهم لأنهم كانوا مضللين لاتخاذهم العجل: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(52) فكيف إذا سلمنا إن هناك إثنا و سبعون فرقة مضللة من المسلمين منهم المستضعف والتائب والمكابر .

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن أمة موسى (عليه السلام) افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة فرقة منها ناجية وسبعون في النار، وافترقت أمة عيسى (عليه السلام) بعده على اثنتين وسبعين فرقة فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار وإن أمتي ستفرق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار (2).

الله عزوجل يرسل رسلا خفية و جنودا معرفية  لمعرفة الدين الحق لعباده ببرهان قاطع، و إن أبيَ أي ضال يدخله النار،  و أكبر حجة لله في زمن الغيبة هو الإمام المنتظر عجل الله فرجه حيث أن جميع العالم سيكون بعقيدة حق واحدة   حيث يملأ الأرض قسطا وعدلا.

 فهذه الرحمة التي بسملنا في أول كل سورة بموضوعها، وهنا هيمنة آية البسملة على آية آية من القرآن الكريم.

وهناك رحمة بمفاهيم أخرى، وهي رحمة العفو لمن أخطأ وعصى.. و أصدق من تجلى بهذا الاسم صفة هم أهل بيت الرحمة و النبوة:

الإمام الصادق (عليه السلام): إنا أهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا (3).

لذا لابد من اتباع أهل البيت عليهم السلام في سجاياهم و أخلاقهم، و نتأسى بهم أسوة حسنة، و في العفو ما  لا يحصى ثوابه و هو أعظم فضيلة مكتسبة للمؤمنين.

– الإمام علي (عليه السلام): شيئان لا يوزن ثوابهما:

العفو والعدل (4).

– عنه (عليه السلام): العفو أعظم الفضيلتين (5).

و جاء في صفة العفو أنها تبعد عنك سوء الأقدار، و تكسبك فضيلة العز، و يبدلك الله العفو في الدنيا و الآخرة إذا صدرت منك و يمد في عمرك.

– رسول الله (صلى الله عليه وآله): تجاوزوا عن عثرات الخاطئين يقيكم الله بذلك سوء الأقدار.(6)

– عنه (صلى الله عليه وآله): العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فاعفوا يعزكم الله (7).

– عنه (صلى الله عليه وآله): من عفا عن مظلمة أبدله الله بها عزا في الدنيا والآخرة (8).

– عنه (صلى الله عليه وآله): من كثر عفوه مد في عمره (9).

——————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1- البقرة:52 53 54 .

2- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 28 – الصفحة 4.

3- ميزان الحكمة – ج 3- الصفحة3013.

4-نفس المصدر.

5-نفس المصدر.

6-ورام الحلي – تنبيه الخواطر- ج 2 – الصفحة 12.

7– المتقي الهندي -كنز العمال 7012.

8-ميزان الحكمة – ج 3- الصفحة3013.

9-نفس المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *