التطبيق الثاني و العشرون

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ محمد الحمد للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد

الحكمة من اختيار السمو في البسملة و لفظ الجلالة {الله} الذي يشمل جميع الأسماء و الصفات و بينهم اختيار صفتي الرحمن و الرحيم ، و القسم بهما دون غيرهما من الصفات والتي فيها شمول و هيمنة آية البسملة .و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)

لازال الله سبحانه يذكر بالنعم التي أعطاها مع وجود الظلم الصريح لأنفسهم ، وتجسيمهم لرب العزة في عقولهم، فأنذرهم و زجرهم ثم منَّ عليهم من نعمه و بعثهم مرة أخرى، وهناك من يشاهد كل هذه العملية .

بعد كل هذا الرعب الذي زجرهم الله به منَّ الله عليهم مرة أخرى ورزقهم و بارك في رزقهم ليطمئنهم وهم في الصحراء التي ليس فيها شيء من الطعام و الشراب الذي يكفيهم و يغطي حاجاتهم .

و بقي الكلام عن ظلم النفس وما يقابله من الجهاد الأكبر، و أول شيء اعتقاداتهم في رب العزة تعالى عما يصفون.

و بني إسرائيل ظلموا انفسهم مرة باتخاذهم العجل و مرة بتصورهم إلى تركيب و تجسيد الله عزوجل و قد تمت معاقبتهم على ذلك.

والتذكير بالنعم هنا لليهود الموجودين في المدينة، و سبب وجودهم هو : نصرة النبي صلى الله عليه و آله وسلم، ألا أن علمائهم من رهبان و أحبار قد حرفوا في كل ما يدل من حجة على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله و إمامة علي الوصي صلوات الله عليهم اجمعين.

بعد معرفة هذه السيرة الكلام في كيفية مقابلة نعم الله عزوجل ؟
و ماذا يقول أهل البيت عليهم السلام عن ظلم النفس .
– بماذا نستعين

  • و ما هو السمو أو العلو أو السمة أو العلامة ؟
  • و أي صفة نأخذها من لفظ الجلالة؟
  • وأي رحمة نأخذها من الرحمٰن الرحيم؟ كي نعرف هيمنة البسملة في هذه الآيات.

تكلمنا في كثير من المقالات كيف نتعامل مع نعم الله عزوجل، و أصدّق شيء و أجلى شيء لنعم الله عزوجل هي العقائد و أصول الدين.

وهذه العقائد هي السبب في تذكير يهود المدينة بتلك النعم التي منّ الله عزوجل على أجدادهم .

لكي يتم تصديق النبي و الوصي صلوات الله عليهم اجمعين.

و بما أن في البسملة من المعاني مما يتم تعليمنا منه هذا الثبات بالاعتقاد .
و عدم ظلم انفسنا بعدم الاعتقاد.


أما كلام أهل البيت عليهم السلام في ظلم النفس:

الإمام علي (عليه السلام): كيف يعدل في غيره من يظلم نفسه؟! (2).

  • عنه (عليه السلام): من ظلم نفسه كان لغيره أظلم (3).
  • عنه (عليه السلام): عجبت لمن يظلم نفسه كيف ينصف غيره؟! (4).
  • عنه (عليه السلام): ظلم نفسه من رضي بدار الفناء عوضا عن دار البقاء (5).
  • عنه (عليه السلام): ظلم نفسه من عصى الله وأطاع الشيطان (6).
  • عنه (عليه السلام): من أهمل العمل بطاعة الله ظلم نفسه (7).
  • الإمام الصادق (عليه السلام): كتب رجل إلى أبي ذر – (رضي الله عنه) – يا أبا ذر! أطرفني بشئ من العلم، فكتب إليه: أن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسئ إلى من تحبه فافعل، قال: فقال له الرجل: وهل رأيت أحدا يسئ إلى من يحبه؟!
    فقال له: نعم، نفسك أحب الأنفس إليك، فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها (8).

——————————————————
*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1- البقرة:55-56-57.

6-5-4-3-2-ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 2- الصفحة 1781.

8-7-نفس المصدر-ج2- الصفحة 1782

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *