حوارية اليوم العاشر


السائل : الجزء العاشر بين سورة الأنفال و التوبة فهل هناك اشتراك؟

الشيخ : نعم ! الاشتراك: أنهما ذكر فيهما المنافقون والمشركون، فعن النبي صلى الله عليه وآله: (من قرأ سورتي الأنفال وبراءة فأني أشهد له يوم القيامة بالبراءة من الشرك و النفاق ، و اُعطي بعدد كل منافق و منافقة منازل في الجنة ويكتب له مثل تسبيح العرش و حملته إلى يوم القيامة).
و هناك أسرار في هذه الرواية، أول سر حث على الاطلاع على السورتين، لأنه من جهة فيها تحصين المؤمن من نكث العهد بينه وبين إيمانه بالشهادات الثلاث تحصين معنوي و معرفي بكثرة قراءتها، و من جهة أخرى بيان لما فعله المشركون و المنافقون، حيث المشركين كان تحركاتهم في مجابهة الإسلام واضحة لأنهم متجاهرون، أما المنافقين هم عبارة عن خلايا نائمة بالمصطلح الحديث و موجودين بين المسلمين قد غيروا في النظام الإسلامي الكثير .
منهم الذين حاربهم علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم الجمل حيث قال قبل بدء الحرب لأصحابه: (إنّ الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: { وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : و الذي فلق الحبة وبرأ النسمة و اصطفى محمد صلى الله عليه و آله بالنبوة، أنهم لأصحاب هذه الآية ، و ما قوتلوا مذ نزلت).
وهذه الآية١٢من سورة التوبة.

السائل : تكلمت في الجانب العقائدي فهل هناك موضوعات أخلاقية؟

الشيخ : نعم يوجد! فالقرآن طوله و عرضه مواعظ كثيرة، قال الله تعالى في سورة الأنفال الآية٤٧: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}
الرياء في هذه الآية من صفات المنافقين فيمكن للمؤمنين الوقوع في هذه الرذيلة فينصحنا أهل البيت صلوات الله عليهم عن النبي ص قال: (يابن مسعود إياك أن تظهر من نفسك الخشوع والتواضع للآدميين وأنت فيما وأنت فيما بينك وبين ربك مصر على المعاصي والذنوب ).

وسأل الأمام علي ع ما الشرك الأصغر قال: (الرياء )و هناك روايات تحث على الخفاء في العبادة المستحبة أو عمل الخير، فعن الباقر عليه السلام: (من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه).
والتوكل على الله؛ حيث ذهب المؤمنون إلى القتال ولكن المنافقون الذين جاؤوا مع ريائهم يستهزؤون من توكلهم على الله في الآية٤٩ من نفس السورة: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .

روي أن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام : ما اعتصم بي عبد من عبادي ، دون أحد من خلقي ، عرفت ذلك من نيته ، ثم يكيده أهل السماوات والأرض وما فيهن ، إلا جعلت له المخرج من بينهن ، وما اعتصم عبد من عبيدي بأحد خلقي دوني ، عرفت ذلك من نيته ، إلا قطعت أسباب السماوات من يديه ، و أسخت الأرض من تحته ، ولم أبال بأي واد هلك).

أجمل ما قيل في التوكل ما جاء عن أبي عبدالله عليه السلام و هو يخاطب هشام عن وصايا لقمان لإبنه : (يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله و حشوها الإيمان وشراعها التوكل).
وهناك الألفة أذا أردت أن تعرف خيار هذه الأمة تألفهم و يألفوك من أول جلسة، فعن النبي الأكرم صلى عليه و آله: (خير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين و لاخير فيمن لا يألف و لا يؤلف)، و عنه: ( أقربكم مني غداً في الموقف أقربكم من الناس)؛ والألفة ذكرت  في سورة الأنفال الآية ٦٣ : {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
أما سورة التوبة أنزلها جبرئيل ببراءة من المشركين بأمر من الله و يقول :لا يقوم بأذان البراءة ألا أنت أو رجل منك فأرسل أمير المؤمنين عليه السلام.
وفيها  الآية٢٠ فيها ذكر مجاهدة النفس، و لقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله: (الجهاد الأكبر )، والآية يقول فيها الله تعالى: {أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }.
و هناك مقارنة بين آيات ٧١،٧٢و بين ٦٧،٦٨
فآيات يوصف فيها صفات المؤمنين وهي
١-أولياء بعض
٢- يأمرون بالمعروف .
٣- ينهون عن المنكر .
٤- يقيمون الصلاة.
٥-يأتون الزكاة.
٦- يطيعون الله و الرسول .
ولهم آيات تبشرهم بالخيرات حتى تصل إلى أعظم العطايا وهو رضى الرب الخالد الذي عبر عنه: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.
و آيات يذكر إيضا فيها صفات المنافقين
١- بعضهم من بعض.
٢-يأمرون بالمنكر.
٣- وينهون عن المعروف.
٤-أيديهم لا تنفق.
٥- لا يتذكرون الله عزوجل.
و بما يتوعدهم حتى يصل إلى خلدوهم في النار.

و سند قولي في كتب الحديث لرويات
مجمع البيان ج٢ ص٥١٦.
الهداية القرآنية ج١ ص٢٤٩،٢٥٠ حديث٢٢٩.
البحار ج٧٧ ص١٠٩.
شرح نهج البلاغة ج٢ ص١٧٩.
البحار ج٧١ ص٣٦٥.
فقه الرضا ص٣٥٨.
الوافي ص ٩١.
البحار ج٧٥ ص٢٦٥.
البحار ج٧٧ ص١٥٠.
مدينة المعاجز ج١ ص٧٦.
مستدرك الوسائل ج٢ ص٢٧٠.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *