حوارية اليوم الحادي و العشرين


بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : شيخنا بالأمس توقفت عند الشرط الثاني للاستجابة الدعاء هلا أكملت لنا الحديث؟

الشيخ : ٣ – من الشروط معرفتنا و تغذيتنا الروحية  المشروطة بالإيمان في الوجدان، و أول المعارف معرفة الحق من الله عز وجل، و كل ما كان مقدار معارفنا زاد تقربنا إلى الله واستجيب دعاؤنا، وقد مر علينا في مقدمة الكلام عن الآية٦٢ من سورة النمل: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} ، إن طريق الوصول إلى الله هو المعرفة أي العلم، و لا يكون إلا من المعصومين عليهم السلام، فعلة وجودنا مرتبطة بثلاث: أمور العلم، و الموصل للعلم (المعصوم) ، و غاية العلم(الدعاء الذي يسمى عبادة).
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل:من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع أستجيب له .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام) – وقد سأله قومه -: ندعو فلا يستجاب لنا؟! -: لأنكم تدعون من لا تعرفونه .
– وعنه (عليه السلام) – في قوله {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} -: يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألوني .
٤- بعد المعرفة (العمل)، فبعض العمل يتضمنه دعاء مثل الفرائض التي تدعم الدعاء المتضمن، و بعض الأعمال تدعم الدعاء مثل الصدقة ، و أي عمل خير لوجه الله عزوجل، و مثل الوفاء بعهود رب العزة: -{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر .
– و عنه (صلى الله عليه وآله): يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح .
– عن الإمام علي (عليه السلام) – لما سئل عن قول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ }فما بالنا ندعو فلا نجاب؟ -: لأن قلوبكم خانت بثمان خصال:
أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا…
فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟! .
– و عن الإمام الصادق (عليه السلام) – أيضا -: لأنكم لا تفون لله بعهده وأن الله يقول: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}، والله لو وفيتم لله لوفى الله لكم .
– -وهناك شرط الدعاء بالقلب الصادق، ما أوحى الله إلى موسى -: يا موسى، ادعني بالقلب النقي واللسان الصادق .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنية صادقة وقلب مخلص أستجيب له بعد وفائه بعهد الله عز وجل، وإذا دعا الله عز وجل لغير نية وإخلاص لم يستجب له، أليس الله يقول: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}؟فمن وفى أوفى له .
و من العمل  طيب المكسب فهو يؤثر كثيرا ويسيطر على الغذاء الروحي (معرفة الحق المُنزل) و بينهم نفور يصل إذا أجتمعا النتيجة عكسيةيبتلى الإنسان بالنفاق و الأمراض الروحية .
– عن الإمام علي (عليه السلام): خير الدعاء ما صدر عن صدر تقي وقلب نقي .
– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العبد ليرفع يده إلى الله ومطعمه حرام، فكيف يستجاب له وهذا حاله؟
– عنه (صلى الله عليه وآله) – لمن قال له: أحب أن يستجاب دعائي -: طهر مأكلك ولا تدخل بطنك الحرام .
– عنه (صلى الله عليه وآله): أطب كسبك تستجب دعوتك، فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه [حراما] فما تستجاب له دعوة أربعين يوما .
– في الحديث القدسي -: فمنك الدعاء وعلي الإجابة، فلا تحجب عني دعوة إلا دعوة آكل الحرام .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): من سره أن يستجاب دعاؤه فليطيب كسبه .
و من العمل المنهي عنه في (معرفة الحق) الذنب و كل ذنب يحجب شيئا ففي دعاء الخضر عليه السلام الذي ورثه أمير المؤمنين عليه السلام المعروف بدعاء كميل رضوان الله عليه( اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الّذنوبَ الّتي تُنزِلُ البَلاء)
شاهدنا هنا (اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ).
– عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته وأحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني .
– و من الذنوب الظلم فعن الإمام علي (عليه السلام): إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم: قل للملأ من بني إسرائيل… إني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة .
٥- من الشروط القبول عدم معارضة حكمته فلابد من التوافق بين طلب الدعاء و حكمة رب العزة والجلالة عن الإمام علي (عليه السلام): إن كرم الله سبحانه لا ينقض حكمته، فلذلك لا يقع الإجابة في كل دعوة .
و للموضوع تتمة في يوم غد لأن فيها ليالي عظيمة لاستجابة الدعاء.

النمل:٦٢
البقرة :١٨٦
البقرة: ٤٠
ميزان الحكمة ج٢ ص٨٧٤،٨٧٥،٨٧٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *