أرشيف التصنيف: النحو

الممنوع من الصرف

إعراب الممنوع من الصرف

بسمه تعالى

الممنوع من الصرف

وفيه ثلاث محاور: (التعريف وأنواعه) و (إعرابه) و (متى يُجر بالكسرة):

 

المحور الأول: تعريف الممنوع من الصرف وأنواعه:

أقسام الممنوع من الصرف

وهو ما حصلت له واحد من الحالات التالية تحت أحد الأقسام (العَلَم، الصفة، منتهى الجموع)، وأقسامه كما يلي:

 

أولا: العَلَم:

يكون العلم ممنوع من الصرف إذا حصلت أحد الحالات التالية:

  • إذا كان مؤنثا:

 

نحو: (ناديْتُ مريمَ العذراء متوسلا).

  • إذا كان أعجميًّا:

 

نحو: (إنَّهُ إبراهيمُ الحنيف عليه السلام).

  • إذا كان مركبًا تركيبا مزجيًّا:

نحو: (توجه الحجاج إلى بيت لحم).

وللعلم أن المركبات في الأسماء على ثلاث أوجه:

 

  1. مركب إضافي: وهو المركب من مضاف ومضاف إليه، نحو: (عبد الله) و (عبد القادر) و (امرؤ القيس).
  2. مركب مزجي: وهو ما ركب من كلمتين مختلفتين ثم امتزجتا حتى صارتا كالكلمة الواحدة ولا تُلحظ هنا الإظافة، نحو: (بيت لحم) و (بعلبك) و (حضرمَوْت).
  3. مركب إسنادي: وهو ما ركب من مسند ومسند إليه، سواء كان المسند اسما أم فعلا، فالاسم نحو: (محمد قائم) و (أحمد كريم) و(عليٌّ سعيد)، والفعل نحو: (شابَ قرناها) و (تَأَبَطَ شرًّا).
  • إذا كان مزيدا فيه ألف ونون:

 

نحو: (لم نرى حمدان اليوم).

  • إذا كان على وزن الفعل:

نحو: (صافح أحمد الزائرين).

(أحمد) وماضيه (حَمِدَ) على وزن (أفعل) أي الفعل المضارع وماضيه (فَعِلَ).

 

فضلا عن كونه اسم علم أيضا، فهو يجمع أكثر من علة تمنعه من الصرف.

  • إذا كان مذكرا ثلاثيا مضموم الأول مفتوح الثاني:

 

نحو: (حَضَرَ عُمَر الغدير).

 

ثانيا: الصفة:

تكون الصفة ممنوعة من الصرف إذا حصلت أحد الحالات التالية:

  • إذا كانت على وزن (فعلان):

 

نحو: (لا تَتَكَلَّم وأنت غَضْبان).

  • إذا كانت على وزن (أفعل):

 

نحو: (الورد أحمر وأبيض).

  • إذا كانت على وزن (أفعل) التفضيل، ومؤنثه (فُعْلى):

 

نحو: (الوحدة أفضل من جليس السوء).

  • في كلمة أُخَرَ:

 

نحو: (زارتنا سيدات أُخَرُ).

  • إذا كانت معدولة عن عدد، وصيغت من الواحد إلى العشرة، على وزني (فعال) و (مفعل):

 

نحو: (دخل الطلاب إلى الصف مثنى مثنى).

 

ثالثا: الجموع:

يكون الاسم ممنوع من الصرف إذا حصلت أحد الحالات التالية:

  • إذا كان على صيغة منتهى الجموع (مفاعل) و (مفاعيل):

المفاعل نحو: (صنت نفسي عن معايب كثيرة).

المفاعيل نحو: (دَوَّنْتُ مفاهيم كثيرة).

 

 

  • إذا كان مختوما بألف التأنيث الممدودة:

نحو: (من تزوج حسناء نجح).

ألف التأنيث الممدودة هي: (ألف تتبعها همزة) نحو: (صحراء، حسناء).

 

 

  • إذا كان مختوما بألف التأنيث المقصورة:

نحو: (أخبِروا سَلْمى أنَّ الطريقَ طويلُ).

ألف التأنيث المقصورة، وتدل على المؤنث، نحو: (سلمى، حُبلى).

 

 

 

المحور الثاني: إعراب الممنوع من الصرف:

إعراب الممنوع من الصرف

للممنوع من الصرف ثلاث علامة إعرابية:

  • علامة رفع الممنوع من الصرف الضمة:

 

نحو: (جاءت سعادُ مسرعة).

  • علامة نصب الممنوع من الصرف الفتحة:

 

نحو: (رأيْتُ سعادَ مسرعة).

  • علامة جر الممنوع من الصرف الفتحة عوضا عن الكسرة:

 

نحو: (مررتُ بِسُعادَ مُسرعا).

تنبيه: الممنوع من الصرف لا يقبل التنوين.

 

 

المحور الثالث: متى يُجَر الممنوع من الصرف بالكسرة؟ :

جر الممنوع من الصرف

هناك حالتان تُخْرِج الممنوع من الصرف عن قاعدته الإعرابية، ويُجر بالكسرة، وهما:

  • إذا دخلت عليه “أل” التعريف:

 

نحو: (كان اللقاء في الصحراءِ).

  • إذا كان مضاف: 

 

نحو: (سَلَّمتُ على أسبقِ اللاعبين).

 

فواز سرحان

2 مايو 2016

24 رجب 1437

النجف الأشرف

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 6

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

خاتمة في فعل الشرط وجوابه

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 6

 

بقي الكلام في المقالة الخاتمة عن بعض متعلقات الشرط بجزم الفعل المضارع، وتُـختم بها السلسلة.

 

فعل الشرط وجزاؤه:

قال ابن مالك في ألفِـيَّـتِه:

وَمَاضِيَيْن أَوْ مُضَارِعَيْنِ               تُلْفِيْهِمَا أَوْ مُتَخَالِفَيْنِ

والمعنى أنه: إذا كان الشرط وجوابه جُملتَيْن فِعليَّـتَـيْن، فيكونان على أربعة ضروب[1]:

أَوَّلُها: أن يكون فعل الشرط وجوابه مضارعين، نحو قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُودُواْ نَعُدْ}[2]، فـ {وَإِنْ} الواو عاطفة، (إنْ) حرف شرط جازم، {تَعُودُواْ} فعل مضارع مجزوم بِأَنْ وهو فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، {نَعُدْ} فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه السكون، وحُذفت واوه لإلتقاء ساكنين.

ثانيها: أن يكون الفعلان ماضيين، نحو قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ}[3]، فـ {إِنْ} حرف شرط جازم، {أَحْسَنتُمْ} (أَحْسَنْ) فعل ماضي مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، {أَحْسَنْتُمْ} (أَحْسَنْ) فعل ماضي مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط، ومثله قوله تعالى: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا}[4].

ثالثها: أن يكون فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا، نحو قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا}[5]، فـ {مَنْ} أداة الشرط، {كَانَ} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، {نُوَفِّ} فعل مضارع مجزوم بـمَنْ لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

وفي هذا الضرب يصح الجزم والرفع، نحو قولك: (إنْ جاءَ زيدٌ يَقُمْ عَمرٌو) أو (يقوم عَمرٌو)، ونحو: (إن جِـئَـتَني أكرمْك) أو (أكرمُك)، ومنه قول الشاعر:

وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ            يَقُولُ لاَ غَائِبٌ مَالِي وَلاَ حَرِمُ

والشاهد في: (يَقُولُ) جاء بها مرفوعة مع أنها جواب الشرط.

رابعها: أن يكون فعل الشرط مضارعا وجوابه ماضيا، نحو قول الشاعر[6]:

مَنْ يَكِدْنِي بِسَيِّئٌ كُنْتَ مِنْهُ                    كَالشَّجَا بَيْنَ حَلْقِهِ وَالْوَرِيدِ

(مَنْ) حرف شرط جازم، (يَكِدْنِي) (يَكِدْ) فعل مضارع مجزوم بمَنْ لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون، (نِي) ضمير متصي في محل نصب مفعول به، (كُنْتَ) فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط.

 

اقتران جواب الشرط بالفاء:

أورد النُّحاة لوجوب اقتران جواب الشرط بالفاء عدة أوجه، بعضهم فجعلها البعض ستة والآخر خمسة والإختلاف في إفراد نقطة أو دمجها مع أحد النقاط المشابهة، والأدق أنها ستة كما يلي:

وجوب اقتران جواب الشرط بالفاء

 

  • الجملة الإسمية:

فتكون الجملة الإسمية في محل جزم جواب الشرط، نحو قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي}[7]، فـ {مَنْ} اسم شرط جازم جازم في محل رفع مبتدأ، {يَهْدِ} فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون وهو فعل الشرط، والمفعول محذوف، {اللَّهُ} لفظ الجلالة فاعل مرفوع، {فَهُوَ} (الفاء) رابطة، (هُوَ) ضمير في محل رفع مبتدأ، {الْمُهْتَدِي} خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.

ونحو قوله تعالى: {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ}[8] ، ومنه قول الشاعر[9]:

إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى                  بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ

  • أن يكون فعلا جامدا:

ومنه: (نعم، وبئس، وعسى، وليس)، نحو قولك: (من أفشى سر الصديق فليس بأمين) ونحو قوله تعالى: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ}[10]، فـ {إِنْ} أداة الشرط و {تَرَنِ} فعل الشرط مجزوم بحذف حرف العلة، {فَعَسَى} (الفاء) رابطة للجواب، (عسى) فعل ماضي جامد، {رَبِّي} اسم عسى مرفوع وهو مضاف والياء ضمير متصل ، وجملة {عَسَى} في محل جزم جواب الشرط.

  • أن يكون طلبيًّا:

ومنه: (فعل الأمر، والدعاء، والإستفهام، والتمني، والنهي)، نحو قولك: (إن تُرِد الأجر، فلا تهمل العمل) و (أيّان نزرك فهل تكون موجودا؟).

ونحو قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[11]، فجملة الأمر {..رُدُّوهُ..} في محل جزم جواب الشرط.

  • أن يكون مقترنا بحرف استقبال:

كالسين وسوف، فمثال السين قوله تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[12]، ونحو قولك: (من يفني عمره في اللعب فسيكون الموت عليه شديدا).

ومثال سوف قوله تعالى: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا}[13]، {فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}[14]، ونحو قولك: (متى تجد وتدرس فسوف تنجح).

ودمج البعض (السين وسوف) مع (قد) في نقطة واحدة، إلا أنَّ الأصح إفراد (قد) في نقطة لوحدها، لأنَّ استعمالها مختلف عن (السين وسوف).

  • أن يكون جملة فعلية مصدرة بـ قد:

نحو قوله تعالى: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}[15]، ومنه قولك: (مَنْ يَـتَفوَّقْ فقد ينال الجائزة).

  • الجملة الفعلية المنفية بـ ما:

نحو قوله تعالى: {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ}[16]، ومنه قولك: (مَنْ يُردْ أنْ يعرف الدِّين فما يعوزُه الدَّليل)، وأضاف البعض النفي بـ (لن) و (لا) مع (ما) في هذا العنوان، نحو قوله تعالى: {وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}[17]، و {فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا}[18].

 

اقتران جواب الشرط بـ إذا الفجائية:

مَرَّ أن الفاء تدخل على الجملة الإسمية في جواب الشرط وجوبا، ويجوز أن تحل محلها (إذا) الفجائية، نحو قوله تعالى: {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}[19]، وتكون الجملة الإسمية في محل جزم جواب الشرط، وذكروا لذلك شروطا:

  1. أن تكون الجملة إسمية، فلا يجوز دخولها على الجملة الفعلية، فيُمنع دخولها على جواب الشرط في مثل قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ}[20] و {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}[21].
  2. ألا تكون مقترنة بحرف نفي، فلا يصح قولك: (إنْ تذهبْ إذا لا أذهب معك).
  3. ألا تكون مقترنة بـ (إنَّ) المؤكدة، فلا يصح قولك: (إنْ تذهبْ إذا أنا معك).

وهو قول ابن مالك في ارجوزته:

وَتَخْلُفُ الْفَاءَ إِذَا الْمُفَاجَأَةْ            كَإِنْ تَجُدْ إِذَا لَنَا مُكَافَأَةْ

 

حذف فعل الشرط:

جواز حذف فعل الشرط

يجوز حذف فعل الشرط في ثلاث حالات، بشرط أن يدل على المحذوف دليل:

  • يجوز حذف فعل الشرط دون أداته إذا وقع بعد (إنْ) المدغمة بـ (لا) النافية:

نحو: (قُلْ خيرًا وإلا فاصْمُت)، والتقدير: (قُلْ خيرًا وإلا تَقُلْ فاصْمُت)، ومنه قول الشاعر[22]:

فَطَلِّقْهَا فَلَسْتَ لَهَا بِكُفْءٍ            وَإِلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسَامُ

والتقدير: وإلا تطلقها يَعْلُ مفرقك الحسام، وفعل الشرط محذوف ويدل عليه الشطر الأول من البيت.

  • وكذلك يجوز حذف فعل الشرط دون أداته إذا وقع بعد (مَنْ) الشرطية المتبوعة بـ (لا) النافية:

نحو: (مَنْ أَكْرَمَك فَأكْرِمه، ومَنْ لا فَدَعْه)، والتقدير: (ومَنْ لا يُكْرِمْك فَدَعْه).

  • يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل، وخلا من حالتين: (وقع بعد “إنْ” المدغمة بـ “لا” النافية) أو (وقع بعد “مَنْ” الشرطية المتبوعة بـ “لا” النافية):

نحو قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}[23]، والواضح من الآية جواب الشرط {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ}، والتقدير: (إن قُلْتُم) – أو ما شابه – بقتلهم فلم تقتلوهم، ولكن الله قتلهم، ونحو قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[24]، فجملة جواب الشرط {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} والشرط وأداته محذوفان، والتقدير: (فإنْ تتبعوني) – أو ما شابه – بدليل قوله: {فَاتَّبِعُونِي}.

ونلاحظ في الحالات الثلاثة وجود ما يدل على المحذوف، وقد أشار ابن مالك في ألفيته المشهورة إلى شرط أن يدل على المحذوف دليل دون أن يذكر الحالات الجائزة في قوله:

وَالْشَّرْطُ يُغْنِي عَنْ جَوَابٍ قَدْ عُلِمْ              وَالْعَكْسُ قَدْ يَأْتِي إِنْ الْمَعْنَى فُهِمْ

 

حذف جواب الشرط:

أما ما يتعلق بحذف جواب الشرط، فهناك وجهان: حذفه جوازا أو وجوبا.

 

الوجه الأول: جواز الحذف:

 

وهو على ضربين، بشرط أن يدل على المعنى الـمُقدَّر دليل:

  • أن يحذف اختصارا:

نحو قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ}[25]، فـ {فَإِنِ} (الفاء) رابطة لما قبلها (إنْ) أداة الشرط، {اسْتَطَعْتَ} فعل الشرط، والجواب محذوف وتقديره: (فافْعَل) أو ما شابه، وتكون – والله أعلم بهذا التقدير – (إنْ استَطَعْتَ فافْعَل).

ونحو قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[26]، فـ {وَإِذَا} (الواو) عاطفة (إذا) أداة شرط لكنها لا تجزم إلا في الشعر كما قالوا، {قِيلَ} فعل الشرط وما بعد داخلة في جملة الشرط، وجواب الشرط محذوف جوازا وتقديره: (أعْرَضُوا) أو ما شابه.

  • الدلالة على التفخيم والتعظيم:

نحو قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا}[27]، فـ {وَلَوْ} (الواو) استئنافية (لَوْ) أداة شرط غير جازمة، {تَرَىَ} فعل الشرط مضارع، وجواب الشرط محذوف جوازا، والتقدير: (لرَأَيْتَ أمرًا عظيمًا) أو ما شابه.

ونحو قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ}[28]، فـ {وَلَوْ} (الواو) استئنافية (لَوْ) أداة شرط غير جازمة، {تَرَىَ} فعل الشرط مضارع، وجواب الشرط محذوف جوازا، والتقدير: (لرَأَيْتَ أمرًا فظيعًا) أو ما شابه، قال الدكتور السامرائي: (قالوا: وهذا الحذف أفخم وأعظم لأنه على هذا التقدير يذهب خاطر الـمُخاطب إلى كل ضرب من الوعيد فيكون الخوف على هذا التقدير أشدّ مما إذا كان عُيِّن له ذلك الوعيد)[29].

 

الوجه الثاني: وجوب الحذف:

يُحذف جواب الشرط وجوبا في ثلاث حالات:

  • إذا تقدم عليه أو اكتنفه ما يدل عليه:

نحو: (أنت، إنْ كتبت الدرس، مجتهد) والتقدير: (إن كتبت الدرس فأنت مجتهد).

  • أن يكون فعل الشرط ماضيا وهناك ما يدل عليه:

نحو: (أُجيبُكَ إنْ سَألْتَني)، فحُذِفَ جواب الشرط لوجود (أُجيبُكَ) وهي دالَّة عليه، وقال الكوفيّون أنَّ (أُجيبُكَ) جواب الشرط متقدم، ورده البصريّون بأنه لو كان جوابا للشرط لكان مجزوما نحو: (أُجِبْكَ)، وكذلك للزمته الفاء إن كان جملة إسمية فتقول مثلا: (فأنت مؤمن إنْ أحبَبْتَ عليّ).

  • إذا تقدم فعل الشرط قسم دال عليه:

من المعروف أنَّ للقسم جواب كما هو الحال في الشرط، فلو اجتمعا حُذِفَ جواب المتأخر منهما وأُثْبِتَ جواب المتقدم، نحو: (إنْ أَكَلَ زيد والله يأكلْ عمرو) فـ (يأكلْ) مجزوما لأنه جواي الشرط، ومثله: (إنْ أتْقَـنْتَ العمل وحَقّكَ أضاعفْ أجرك) وكذلك: (إنْ صحبْتَ الأشرار وأُبَـيّك تندمْ).

بينما لا يجزم الجواب في حالة تقدم القسم على الشرط، لأنَّ الجواب يكون حينئذ للقسم، نحو: (والله إنْ أَكَلَ زيد ليأكلَنَّ عمرو).

تنبيه: إذا اجتمع الشرط والقسم وسبقهما ما يحتاج لخبر فالجواب للشرط مطلقا، نحو قولك: (ولايةُ عليٍّ والله مَنْ يُـؤمنْ بها يَسْعَدْ) وتقول: (ولايةُ عليٍّ مَنْ يُـؤمنْ بها والله يَسْعَدْ)، وتكون (يَسْعَدْ) مجزومة في المثالين على أنها جواب الشرط.

 

والحمد لله رب العالمين

تم بعون الله تعالى مبحث الفعل المضارع

 

فواز سرحان

النجف الأشرف

16 ابريل 2016

7 رجب 1437

 

[1] بالحصر العقلي، لأن الأفعال المستخدمة على ضربين، المضارع والماضي.

[2] سورة الأنفال: 19.

[3] سورة الإسراء: 7.

[4] سورة الإسراء: 8.

[5] سورة هود: 15.

[6] القائل هو أبي زيد الطائي.

[7] سورة الأعراف: 178.

[8] سورة الأعراف 186.

[9] أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون الأندلسي، مان كاتب وشاعر ووزير (ابن جمهور) ملك قرطبة.

[10] سورة الكهف: 39 – 40.

[11] سورة النساء: 59.

[12] سورة الفتح: 10.

[13] سورة النساء: 30.

[14] سورة الأعراف: 143.

[15] سورة النساء: 48.

[16] سورة يونس: 72.

[17] سورة الكهف: 17.

[18] سورة الجن: 13.

[19] سورة الروم: 36.

[20] سورة يونس: 23.

[21] سورة يوسف: 26.

[22] قائله: هو الأحوص الأنصاري، يخاطب مطرا، وكان دميما وتحته امراة حسناء.

[23] سورة الأنفال: 17.

[24] سورة آل عمران: 31.

[25] سورة الأنعام: 35.

[26] سورة يس: 45.

[27] سورة الأنعام: 27.

[28] سورة الأنعام: 93.

[29] النحو العربي ج2 ص473.

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 5

أدوات الشرط

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 5

 

ذكرنا في المقالة السابقة ما يجزم فِعلًا مضارعًا واحدًا، وبقى ما يجزم فِعلَيْن، وهو أسلوب الشَّرط، وفيه يُـجزَمُ فِعْلُ الشَرط وجوابه.

واستيعاب اسلوب الشرط بتمامه – كلامٌ – فيه إطالة، نخرج بذلك عن المطلب، لأنَّ الموضوع هو جوازم الفعل المضارع، بينما الشرط عارضٌ يَعرضُ على الفعل المضارع والماضي وشبه الجملة كذلك، ولكن لا بأس بالتعرض لبعض المسائل للتَوْضيح بشكل مختصر، من باب استيضاح المقسم في الأبواب وذكر التعدد.

 

تعريف أُسلوب الشرط:

قالوا في معنى الشرط: أنْ يقع شيء لوقوع غيره، وبعبارة أخرى: أن يتوقف وقوع شيء على تحقق شيء قبله، فإذا وقع الأول وقع الثاني، نحو: (إنْ تَـزُرْني أُكرمْك)، ونحو قوله تعالى: {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ}[1]، فـ {فَإِنْ} الفاء استئنافية، إنْ أداة شرط جازمة، {قَاتَلُوكُمْ} فعل ماضي مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، الواو في محل رفع فاعل والكاف في محل نصب مفعول به، والفعل الماضي في محل جزم فعل الشرط إن، {فَاقْتُلُوهُمْ} الفاء رابطة لجواب الشرط، اقتلوهم فعل أمر مبني على حذف النون والواو في محر رفع فاعل والهاء في محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط.

 

تنبيه:

قد يخرج أسلوب الشرط عن المعنى السابق، أي: لا يكون الثاني مُسَبَّبـًا عن الأوَّل ولا متوقفًا عليه، نحو قوله تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}[2]، فالكلب في الآية يلهث سواء حملت عليه أم لم تحمل، أي: لم يتوقف تحقق الثاني على تحقق الأول، ولكن إعرابيّا تبقى إن الشرطية جازمة لِفِعْلَيْن، فـ {إِنْ} حرف شرط جازم، {تَحْمِلْ} فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، {عَلَيْهِ} جار ومجرور متعلقان بـ {تَحْمِلْ}، {يَلْهَثْ} فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر، {أَوْ} حرف عطف للتخيير، {تَتْرُكْهُ} فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على فعل الشرط وجوابه ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، {يَلْهَثْ} فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على فعل الشرط وجوابه، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

ومثال آخر قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[3]، فالله لا يُـحِبُ الكافرين، سواء تَوَلَّوا أم لا، و{فَإِنْ} الفاء اسئنافية، إنْ شرطية جازمة، {تَوَلَّوْا} له وجهان من الإعراب، أحدهما أن يكون فعلا مضارعا حُذِفَتْ تاؤُهُ، مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف النون، فيكون في الأصل (تَتَوَلَّوْن)، والآخر أنْ يكون فعلا ماضيا في محل جزم فعل الشرط، {فَإِنَّ اللَّهَ} الفاء واقعة في جواب الشرط، إنَّ حرف توكيد ونصب، لفظ الجلالة إسم إن، {لاَ يُحِبُّ} (لا) حرف نفي، (يحب) فعل مضارع مرفوع وعلامه رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، {الْكَافِرِينَ} مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والجملة من (الفعل والفاعل) في محل رفع خبر إنَّ، وجملة {لاَ يُحِبُّ} في محل جزم جواب الشرط.

ونحو قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ}[4]، فهو لا يعبد غير الله سواء شَكُّوا أم لم يشُكُّوا.

قال الدكتور السامرائي: (فليس الشرط على هذا من باب السبب والمسبب دومًا وإنما الأصل فيه أن يكون ذلك)[5].

 

تنبيه آخر:

وقبل الشروع في ذكر أدوات الشرط الجازمة، لا بد من معرفة أنَّ فعل الشرط وجوابه يَأْتِيان بصيغة المضارعة والـمُضِي، فتجزم المضارع مباشرة والماضي محلًّا، ويأتي بصيغة جملة اسمية فيُجزم محلًّا.

المضارع نحو قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}[6]، قال الشاعر:

رُدُّوا السيوفَ إلى الأغمادِ وآتَّئِدُوا              مَنْ يُشْعِلْ الحربَ يُصْبِحْ مِنْ ضحاياها

والماضي نحو قوله تعالى: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا}[7]، قال الشاعر[8]:

صُم إذا سَمِعُوا خَيْراً ذُكِرْتُ بِهِ                وإنْ ذُكِرْتُ بسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا

وشبه الجملة اذا حلَّت محل الجواب:

نحو قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[9]، حيث جملة {لاَ يُحِبُّ} في محل جزم جواب الشرط ، قال الشاعر:

إنْ كنتَ عَنْ خَيرِ الأنَامِ سَائِلا                 فَخَيْرُهُمْ أكثَرُهُمْ فَضائِلا

 

أدوات الشرط:

المهم هو أدوات الشرط الجازمة، وذِكْرُ القِسْمَان الآخَرَان لتوضيح حدود أدوات الشرط الجازمة وأن الباقي خارجين عنها.

 

أدوات الشرط الجازمة:

هناك خلاف على عددهم، فأقلُّهم قال ستة، وأكثرهم اثنا عشر، ونذكر منها أحد عشر، وتنقسم إلى قسمين، أسماء وحروف:

 

أولا: الحروف:

ليس لهما محل من الإعراب، وهما حرفان:

  1. إنْ: ولها ستة أنواع تقريبا[10]، واحد منها الشَّرْطِيّ الجازم، قال الدكتور السامرائي: (تُسْتَعمل “إنْ” في المعاني المحتملة الوقوع)[11]، نحو قوله تعالى: {إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}[12]، {وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ}[13].
  2. إذْما: انقسم النُّحاة إلى قسمين، فقال أكثرهم أنها حرف بمعنى (إنْ)، وقال البعض أنها اسمٌ تشبه (متى) الظرفية للاستقبال، ومثالها: (إذْما تَذهَبْ أذهَبْ)، قال الشاعر:

وَإِنَّكَ إِذْمَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ                  بِهِ تُلْفِ مَنْ إِيَّاهُ تَأْمُرُ آتِيَا

فـ (إِذْمَا) أداة شرط جازمة، (تَأْتِ) فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة، (تُلْفِ) جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

 

ثانيا: الأسماء:

تُعرب حسب موقعها في الجملة، وهي كما يلي:

  • مَنْ: أداة شرط جازمة وتستخدم للعاقل، نحو قال تعالى: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}[14]، {وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا}[15]، ونحو قولك: (مَنْ يَدْرُسْ يَنْجَحْ).
  • ما: أداة شرط جازمة لغير العاقل، نحو قوله تعالى: {مَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}[16]، {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[17]، ونحو قولك: (ما تفعل أفعل).
  • مهما: أداة شرط لغير العاقل أيضا، نحو قولها تعالى: {وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}[18]، ونحو قولك: (مهما يحدثْ فإني أُعزّك)، قال الشاعر[19]:

أغَرّكِ مِنِّي أنّ حُبّكِ قاتِلي            وأنكِ مهما تَأْمُرِي القَلْب يفعلِ

  • أيّ: أداة شرط جازمة تستخدم للعاقل ولغير العاقل، حسب إضافتها، نحو:
    • العاقل: (أيُّ رجلٍ تُحبْ أُحِبْ) و (أيُّ فقيرٍ تُعطِ أُعْطِ).
    • غير العاقل: (أيُّ سيرٍ تَسِرْ أسِرْ) و (أيُّ كتابٍ تقرأْ أقرأْ)، وللزمان نحو: (أيُّ يومٍ تعملْ أعملْ)، وللمكان نحو: (أيُّ أرضٍ تنزلْ أنزلْ).
    • وقد تدخل عليها (ما) نحو قوله تعالى: {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}[20].
  • متى: أداة شرط جازمة لظرفيّة الزّمان، نحو قولك: (متى تتعلمْ تتقدمْ) و (متى تأتِني أُكرمكْ).
  • أيَّان: أداة شرط جازمة لظرفيّة الزّمان أيضا، نحو قولك: (أيَّانَ تطعِ اللهَ يساعدْكَ) و (أيَّان تُنادِ أُجِبْك)، قال الشاعر:

أَيَّانَ نُؤْمِنْكَ تَأْمَنِ غَيْرَنَا، وَإِذَا                  لَمْ تُدْرِكِ الأَمْنَ مِنَّا لَمْ تَزَلْ حَذِرَا

  • أينما: أداة شرط جازمة لظرفية المكان، نحو قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ}[21]، وقولك: (أينما تَكُنْ تَنجحْ)، قال الشاعر[22]:

صَعْدَةٌ نابِتَة في حَائِرٍ                  أَيْنَما الرِّيحُ تُميِّلْهَا تَمِلْ

  • حيثما: أداة شرط جازمة لظرفية المكان الـمُبْهَم، نحو قوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[23]، ونحو قولك: (حيثما تنزلْ تُحتَرَمْ)، قال الشاعر:

حيثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لكَ              اللَّهُ نَجاحًا في غابِرِ الأزمانِ

  • أنّى: أداة شرط جازمة لظرفية المكان (عموم المكان)، نحو قولك: (أنّى تذهبْ أذهبْ)، قال الشاعر:

فَأَصْبَحْتَ أَنَّى تَأْتِهَا تَسْتَجِرْ بِهَا                 تَجِدْ حَطَبًا جَزْلاً وَنَارًا تَأَجَّجَا

 

أدوات الشرط المختلف فيها:

وهي ثلاث أدوات إذا أُريد باستخدامهم الشرط:

  • إذا: ظرف زمان مستقبل، وشرطية في أغلب استعمالاتها، والجزم بها مقصور على الشعر، قال الشاعر[24]:

وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةً فَارْجُ الغِنَى               وَإِلَى الَّذِي يُعْطِي الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ

  • كيف: وهي للسؤال عن الكيفية والهيئة، وتستخدم كأداة شرط لبيان الكيفية، (وتحتاج لجملة شرطية وجملة جوابية)[25]، والظاهر من كلماتهم أنها تفيد الشرط ولكنها لا تجزم.
  • لو: قال عباس حسن: (وأما “لو” الشرطية، فخير الآراء أنها لا تجزم مطلقا، لا في النثر ولا في الشعر)[26].

 

أدوات الشرط الغير جازمة:

وهي أدوات نفيد الشرط، لكنها لا تجزم، وهي خارج محل البحث كسابقتها، وهم: (لو، لولا، لوما، كلما، إذا، لما، أما).

 

وسيأتي الكلام عن فعل الشرط وجوابه وبعض النقاط لـخِتامِ المطلب في المقالة القادمة إنْ شاء الله.

 

والحمد لله رب العالمين

 

فواز سرحان

النجف الأشرف

27 مارس 2016

16 جمادى الثاني 1437

 

[1] سورة البقرة: 191.

[2] سورة الأعراف: 176.

[3] سورة آل عمران: 32.

[4] سورة يونس: 104.

[5] النحو العربي ج2 ص455 نقلا عن معاني النحو.

[6] سورة ابراهيم: 19.

[7] سورة الإسراء: 8.

[8] قيل أنه قعنب ابن أم صاحب بن ضمرة.

[9] سورة آل عمران: 32.

[10] النحو الوافي ج4 ص326.

[11] معاني النحو ج2 ص458.

[12] سورة الأنفال: 29.

[13] سورة الأنفال: 19.

[14] سورة النساء: 123.

[15] سورة آل عمران: 145.

[16] سورة البقرة: 197.

[17] سورة البقرة: 106.

[18] سورة الأعراف: 132.

[19] القائل هو امرؤ القيس.

[20] سورة الإسراء: 110.

[21] سورة النساء: 78.

[22] كعب بن جعيل.

[23] سورة البقرة: 144.

[24] هو النمر بن تولب.

[25] النحو الوافي ج4 ص334.

[26] النحو الوافي ج4 ص334.

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 4

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 4

 

انتهى الكلام عن الفعل المضارع المبني والمعرب- المرفوع منه والمنصوب -، وبقي المجزوم لتكتمل حلقة الفعل المضارع وأحكامه.

يقال للجازم في اللغة: القاطع، والجازم هو العامل، والمجزوم هو المقطوع- أي: الفعل -، ويُجزم الفعل يعني تُـقطع حركته الأخيرة ويحل مكانها السكون، أو يقطع حرف العلة إن كان الفعل معلول الآخر، أو يجزم الفعل المضارع بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة، فالأول نحو: (يضربُ) تقول: (لمْ يضربْ)، والثاني نحو: (يأتي) تقول (لمْ يأتِ) و(يَنْمو) تقول (لمْ يَنْمُ)، فتحذف حرف العلة وتضع الحركة المناسبة لحرف العلة على الحرف السابق، والثالث نحو: (يَضرِبون) تقول: (لمْ يَضرِبوا)، والخلاصة أن هناك ثلاث علامات للجزم: (السكون، وحذف حرف العلة، وحذف النون).

سيكون الكلام – بعون الله – على محاور ثلاثة: (ما يقلب زمن المضارع إلى ماضٍ، وما يقلب المضارع أمرا، والشرط).

 

ما يقلب زمن المضارع إلى المضي:

تم ذكر ست مواضع لقلب زمن المضارع إلى الـمُضيّ في مقالة (معنى الفعل المضارع ودلالاته)، والمراد هنا موضع واحد منهم، يقلب المضارع إلى ماضٍ ويجزمه، وهو اقترانه بـ (لمْ) و(لما):

  • لمْ:

وهو حرف نفي وجزم وقلب، يقلب زمن المضارع إلى الماضي، نحو قولك: (لمْ أحضر درس الأمس)، ونحو قوله تعالى: {أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}[1]، وقوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}[2]، وقال سيبويه في كتابه[3] أنها لنفي (فَعَلَ)، فتسأل: (هل حَضَرَ زيدٌ الدرس؟)، فيأتي الجواب: (لمْ يحضَرْ).

وذكر الدكتور السامرائي[4] نقلا عن شذور الذهب والـمُغني ثلاث معانٍ لطيفة لـ (لمْ):

  • أن يكون المنفي مُنقطعا، نحو قوله تعالى: {لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}[5]، ونحو قولك: (لم يحضرْ زيدٌ درس الأمس).
  • أن يكون متصلا بالحال، نحو قوله تعالى: {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}[6]، أي: لم أكُن ولا زلت.
  • أن يكون مستمرا، نحو قوله تعالى: {يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}[7]، {وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}[8].
  • لـمَّا:

حرف نفي وجزم وقلب، يقلب زمن المضارع إلى الماضي، نحو قوله تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[9]، {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}[10].

  • فائدة: تأتي لـمّا في ثلاث معانٍ: (حينيّة، وإلا، وجازمة).
    • لـمَّا الحينِيّة: تدخل على الفعل الماضي، بمعنى (حينَ)، وهي حرف عند سيبويه أنزلها بمنزلة (لو)، وظرف عند ابن السرّاج والفارسي وابن جني، نحو قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا}[11]، {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ}[12]، وإعراضا عن الإطالة، تُطلب الزيادة في محلّها.
    • لـمَّا الإستثنائية: بمعنى إلا، مواضعها قليلة في اللغة، وتفيد الإستثناء، نحو قوله تعالى: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}[13]، وفيها تفصيل يُطلب في محله[14].
    • لـمَّا الجازمة: وهي محل البحث.
  • مواضع المشاركة في (لمْ) و (لـمَّا):
    • أربعة مواضع كما ذكرها ابن هشام[15]، وهي: الحرفية، والإختصاص بالمضارع، وجزمه، وقلب زمانه إلى المضي.

 

  • الفرق بين لمْ ولـمّا:

ذكر ابن هشام أربعة فروقٍ بين (لمْ) و (لـمَّا)، وزادت بعض الكتب فرقا خامسا، ومفادها:

  1. أنَّ المنفي بـ (لمْ) قد يكون منقطعا وقد يكون مستمرا، نحو قوله تعالى: {يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}[16] فالنفي يفيد الإستمرار، ونحو قوله تعالى: {لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}[17] الذي يفيد النفي فيه الإنقطاع، بينما المنفي بـ (لـمَّا) يكون مستمر إلى زمان التكلم فقط، فلا يصح أن تقول: (لـمَّا ينجح ثم نجح)، ومن جهة أخرى إنْ قلتَ: (لـمَّا يَـمُتْ زيدٌ) كان المعنى أنه لمْ يَـمُتْ إلى زمن التكلّم، وإن قلتَ: (لمْ يَـمُتْ زيدٌ) كانت تحتمل أنه لم يَـمُتْ إلى زمن التكلّم أو لم يَـمُتْ في زمان ماضٍ ثم مات.
  2. أنَّ منفي (لـمَّا) قريب من الحال ولا يكون بعيدا، ولا يشترط ذلك في منفيّ (لمْ) الذي يكون قريبا أو بعيدا، فلا يصح قولك: (لـمَّا يكن مقيما قبل سنتين)، بينما يصح قولك: (لمْ يكن مقيما قبل سنتين).
  3. المنفيّ بـ (لـمَّا) فيه معنى التوقع، بينما (لمْ) ليس كذلك، فعندما تقول: (لمْ يأتِ زيد)، فيُفهم أن زيدا لمْ يأتِ ولكنه سيأتي، بخلاف قولك: (لـمَّا يأتِ زيد)، فإنها لا يُفهم منها أنَّ زيدا سأتي، قال تعالى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}[18]، والمعنى أنهم لمْ يذوقوا العذاب بعد، وسيذوقوه (والله أعلم).
  4. تقترن (لمْ) بأداة شرط، نحو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}[19]، {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}[20]، بعكس (لـمَّ) التي لا تقبل أداة الشرط.
  5. يجوز الإستغناء عن (لـمَّا) بذكر منفيّها إذا دلَّ عليه دليل، نحو: (قابت البلد ولـمَّا)، أي لـمَّا أدخله، بينما يقال ذلك في (لمْ).

 

ما يقلب المضارع إلى أمر:

وقد أوردتها بعض الكتب بعنوان (الطلب)، وذلك مردود لأن الطلب يشمل: (الإستفهام ، والتمني، والترجي، والعرض، والتحضيض وغير ذلك)، وتلك الأدوات لا تجزم إلا إذا اندرجت تحت عنوان الشرط، فالأصح قول: (ما يقلب المضارع إلى أمر) وتخصيص ذلك بـ (لام الأمر) و (لا الناهية):

  • لام الأمر:

وتُدعى (لام الطلب) كذلك، فإنها إذا دخلت على الفعل المضارع تُفيد الطلب، نحو قوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}[21]، فـ {يُنفِقْ} مجزومة بلام الأمر وعلامة الجزم السكون.

وفي الأصل تُكسر (اللام) ، بينما تُسكَّن بعد (الواو) و (الفاء) نحو قوله تعالى: {فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي}[22]، وقد تُسكَّن بعد (ثم) نحو قوله تعالى: {ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ}[23]، وقرأتها قبيلة سليم بالفتح ليس لها محل من الإعراب.

وقد يكون الفعل المضارع مجزوما بـ (لام أمر) مقدرة إن كان يُفهَم من الفعل الطَّلَب، نحو قول أبو طالب (ع):

محمد تَفْدِ نفسك كلُّ نفسٍ               إذا ما خِفْتَ من أَمْرٍ تَبَالَا

والتقدير: لـتَفْدِ، والفعل مجزوم بلام مقدرة وعلامة الجزم حذف حرف العلة (الياء).

ويمكن استعمال – لام الأمر – للمتكلم نفسه، والغائب كذلك:

  • المتكلم نفسه:

نحو قولك: (لأشهدْ لديه) و (لأذهبْ إليه) و (قوموا لأُصَلِّ بكم)، ومنه قوله تعالى: {اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}[24].

  • الغائب:

نحو قولك: (ليخبرْه عليٌّ بما حصل)، وتجد ذلك في قوله تعالى: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ}[25]، ومن فروع الغائب (المبنيّ للمجهول)، نحو: (لتُخبَرْ بما جَرى) و (لأُعطَ حقّي).

  • فائدة: قد يتعطل الجزم في (لام الأمر) في بعض المواضع، نحو:
    • إذا كانت بمعنى الدعاء، نحو: (ليغفرَ الله لك).
    • إذا كانت بمعنى التهديد، نحو قوله تعالى: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}[26].
    • إذا كانت بمعنى الخبر، نحو قوله تعالى: {مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا}[27].
  • فائدة ثانية: إذا جاء الأمر بصيغة غير مباشرة، وكان الفعل متصل بنون النسوة، يُقدَّم إعمال نون النسوة في الفعل المضارع، نحو قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}[28]، فإن المعنى: ليتربصن، أي: أمر بالتربص، وكذلك قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ}[29].

 

  • لا الناهية:

تُستخدم لطلب الترك، نحو قوله تعالى: {لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}[30]، {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[31]، {لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}[32]، {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ}[33].

ومن أساليب اللغة العربية أن يُنهى الفاعل ويكون المقصود غيره، نحو قولك: (لا أرَيَنَّكَ ههنا)، فالنهي للمتكلم نفسه، وبتفكيك الضمائر مع المسامحة: (لا أرى أنا زيد هنا)، كأنما القصد نهي نفسه عن الرؤية، ولكن المقصود هو المخاطب، والتقدير الصحيح: (لا تَكُنْ هنا حتى لا أراك)، ونحو قوله تعالى: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ}[34]، جاء إسناد الإعجاب للأموال، فالنهي للأموال، بينما المنهي في الواقع هو المخاطب.

وكذلك قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}[35]، فالنهي للشيطان، ولكن في الحقيقة للمخاطب.

فائدة: إذا جاء النهي بصيغة الخبر – لا بصيغة النهي المباشر -، فإنه يُرفع ولا يُجزم، نحو قولك مخاطبا أحدهم: (لا يُكرهُ أحدٌ في الدين)، وتجد ذلك واضحا في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ}[36]، {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ}[37].

وبناء على اللفتة الأخير تواجهنا مشكلة في مسألة أوردها بعض النحاة بدون علاج، فقد يخرج المجزوم بـ (لا الناهية) عن معنى النهي إلى معنى آخر، كالدعاء نحو: (لا يَفضضِ الله فاك)، والتهديد نحو قولك مخاطبا إبنك: (لا تقرأْ ولا تذهبْ إلى المدرسة) وأنت تقصد: ( إن لم تفعل سترى ما لا يُعجبك)، وكالتمني ومنه مخاطبة ما لا يعقل، نحو: (يا عَـيْـنَيَّ لا تجمدا).

وهنا تقع بين أمرين – مُقتَرحَيْن – لحل الإشكال:

إما تقول أنَّ النَّهي ما زال موجودا – ولو ضمنيا -، بِـحَيْث أنَّ المعنى مع تَغيّره بَـقِيَ نَهياً (مع ضميمة المعنى الآخر) والـمُراد الجدّي هو النَّهي.

وإما تقول أنَّ المعنى تغيَّر فِعليًّا ولكنه اندرج تحت جواب الشرط، وهو قسم آخر من الجوازم، فيبقى مجزوما كما هو ولكن السبب تغير، بحيث تُقدِّر معنى للجملة فيها شرطٌ وجوابه، وقد لَـمَّحَ لذلك سيبويه في (الكتاب) – بشكل جزئي – وذكر بعض الآراء المخالفة، وأيّدَهُ الدكتور السامرائي أيضا[38]، كما رفض عباس حسن[39] حل مشابه عَلَّلَّهُ بأنه قول الكوفيين وأنه يستلزم فوضى التعبير ويترتب عليه – بغير داع – اضطراب الفهم واختلافه، وخلاصة الكلام أن توسعة معنى الشرط وإدراج الجوازم تحته[40]، من شرط واضح أو ضمني هو الحل للمسألة أعلاه، ورسم التشجير في أعلى المقالة يوضح المقصد.

وسأتي الكلام إن شاء الله على الشرط في المقالة القادمة إن شاء الله.

 

والحمد لله رب العالمين

 

فواز سرحان

النجف الأشرف

8 مارس 2016

28 جمادى الأولى 1437

 

 

[1] سورة آل عمران: 151.

[2] سورة الأنفال: 17.

[3] كتاب سيبويه (الكتاب) ج1 ص460.

[4] معاني النحو ج4 ص8.

[5] سورة الإنسان: 1.

[6] سورة مريم: 4.

[7] سورة التوحيد: 3.

[8] سورة محمد: 15.

[9] سورة الحجرات: 14.

[10] سورة ص: 8.

[11] سورة آل عمران: 165.

[12] سورة القلم: 51.

[13] سورة الطارق: 4.

[14] انظر النحو الوافي ج2 ص282، والأشموني ج4 ص254 باب الجوازم عمد ذكره لـمّا الجازمة.

[15] قطر الندى ص115.

[16] سورة التوحيد: 3.

[17] سورة الإنسان: 1.

[18] سورة ص: 8.

[19] سورة المائدة: 67.

[20] سورة البقرة: 249.

[21] سورة الطلاق: 7.

[22] سورة البقرة: 86.

[23] سورة الحج: 15.

[24] سورة العنكبوت: 12.

[25] سورة النساء: 102.

[26] سورة الكهف: 29.

[27] سورة مريم: 75.

[28] سورة البقرة: 228.

[29] سورة البقرة: 233.

[30] سورة لقمان: 13.

[31] سورة التوبة: 40.

[32] سورة طه: 61.

[33] سورة القصص: 77.

[34] سورة التوبة: 85.

[35] سورة الأعراف: 27.

[36] سورة البقرة: 84.

[37] سورة البقرة: 88.

[38] معاني النحو ج4 ص11.

[39] النحو الوافي ج4 ص 310، الطبعة الأولى، مكتبة المحمدي بيروت.

[40] باستثناء ( لَمْ، ولـمَّا، ولا الناهية، ولام الأمر).

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 3

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 3

 

تم ذكر المرفوع من المضارع والنواصب دونَ (أنْ) المصدرية وجوازم المضارع كذلك، ويُـختَم بذلك باب الفعل المضارع.

 

(أنْ) المصدرية:

قال ابن هشام: (وهي أمُّ الباب)، وقال: (ولأصالتها في النصب، عملت ظاهرة ومقدرة، بخلاف بقية النواصب، فلا تعمل إلا ظاهرة)[1].

والكلام في خمس محاور رئيسية: المعنى، وكونها ظاهرة، وبإعتبار ما يتقدمها، وجواز اضمارها، ووجوب اضمارها.

 

أولا: المعنى:

هو حرف مصدري يدخل على الفعل الماضي، نحو قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ}[2]، والأمر، نحو: (ناصحته بأنْ استقم)، وعلى الفعل المضارع فينصبه (بشروط) ويصرفه للإستقبال، نحو قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ}[3]، والتقدير: (يُريدُ اللهُ التخفيف عنكم)، لكونها مصدرية، والله أعلم.

وذُكِرَ القيد بأنه حرف مصدري لتخريج (أنْ):

  • الـمُفَسِّرة: وهي التي تقع في بداية الجملة، مُفسِّرة لما قبلها، نحو قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}[4].
  • الزَّائدة: ولها عدة مواضع، منها الواقعة بين (القسم) و (لو)، نحو: (أُقسِمُ باللهِ أنْ لوْ يأتيني عليٌّ لأُكرِمنَّه)، ومنها الزائدة التي تقع بعد (لـمّا) الزمانية – ذكرها الكرباسي في تعليقته على القطر[5] -، نحو قوله تعالى: {وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ}[6].

 

ثانيا: (أنْ) المصدرية وكونها ظاهرة:

وبعدها يُنصب الفعل المضارع، نحو قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[7]، وذُكِرَ في بعض الكتب وجوب إظهار (أنْ) إذا وقعت بين (لام) الجر و (لا) النافية أو الزائدة:

  • مثال الأول قوله تعالى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[8]، فـ {لِئَلاَّ} مكونة من (لام) الجر و (أنْ) الناصبة و (لا) النافية.
  • مثال الثاني قوله تعالى: {لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[9]، يقول الدكتور السامرائي: (أي: ليعلم أهل الكتاب، فـ “لا” زائدة للتأكيد، ولو جُعلت نافية لفسد المعنى)[10]، وفي اطلاق تسمية زائدة نظر لا يخلو من إشكال.

 

ثالثا: حكم (أنْ) بإعتبار ما يتقدمها:

حكم أن بلحاظ ما يسبقها

ولها بهذا الإعتبار حالتان:

  • أن يسبقها فعل من أفعال اليقين: (عَلمَ، ورَأى، ووَجَدَ، ودَرَى، وألفى، وتعلّم).

ويتعيّن رفع الفعل هنا، لأنها مخففة من الثقيلة (أنَّ)، أي تنصب الإسم وترفع الخبر، ولكنها حين خُفِّفت “تم حذف اسمها” وبقي خبرها مرفوعا (الفعل والفاعل)، نحو قولك: (علمت أنْ يقومُ) والتقدير (أنه يقوم)، وتجد ذلك في قوله تعالى: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}[11].

وفي هذه الحالة يتعين رفعها كما يتعين فصلها عن الفعل بأحد الأحرف الأربعة: (حرف التنفيس، وحرف النفي، وقد، ولو)، نحو:

قوله تعالى: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}[12]، وهو المثال السابق.

قوله تعالى: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا}[13].

قولك: (علمتُ أن قد يقومُ زيدٌ).

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا}[14]، وقال بعض المفسرّون أن المعنى: (أفلا يعلمون) على لغة (النَّخَع) و (هَوازِن)[15].

  • أن يسبقها فعل من أفعال الظن والرجحان، مثل: (ظنَّ، وحَسِبَ، وخالَ، وزَعَمَ، وعَدَّ، وحجا، وهَبْ).

ويجوز في هذه الحالة الرفع والنصب، كما سيأتي بيانهما:

  • الرفع: والتقدير جَعْل (أنْ) مخففة كما إذا سبقها العلم، ويُحذف اسمها ويبقى خبرها مرفوعا (الفعل والفاعل).
  • النصب: وإعمالها ناصبة للمضارع، ويقول ابن هشام أنه الأرجح[16]، لذلك قُرأت: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}[17] على النصب.

بينما قُرأت: {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}[18] على الوجهين.

وذكر ابن مالك في أرجوزته رأيا بإهمال (أنْ) المصدرية حملا على أختها (ما) المصدرية:

وَبَعْضُهُمْ  أَهْمَلَ  أَنْ  حَمْلاً  عَلَى          مَا  أخْتِهَا  حَيْثُ  اسْتَحَقَّتْ  عَمَلاَ

وإنْ لم يسبق أنْ (علم) ولا (ظن)، تعيّن نصب الفعل المضارع بعدها، نحو قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[19]، كما كان المثال في أول المقالة.

 

رابعا: جواز إضمار (أنْ):

جواز إضمان أن

ذكروا أنه يمكن نصب الفعل المضارع بأنْ مضمرة في المواضع التالية:

  1. أن تقع بعد عاطف مسبوق بإسم خالص من التقدير بالفعل، بمعنى أنه غير مقصود به معنى الفعل، أي اسم جامد غير مشتق ولا في تأويل الفعل، كالمصدر وغيره، نحو قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا}[20]، فـ {يُرْسِلَ} منصوبة بأنْ مضمرة جوازا، و(أنْ) والفعل معطوفان على {وَحْيًا} الذي هو اسم صريح، والمعنى: (إلا وحيا أو إرسالَ رسول)[21]، وخصص الشيخ الكرباسي العاطف بأربعة حروف فقط: (الواو، أو، الفاء، ثم) دون غيرهم فراجع تعليقته على القطر[22].
  2. أن تقع بعد لام الجر ولم تصحبها (لا) النافية، لأنها حينئذ تُضمر وجوبا، وجواز إضمار (أنْ) بعد اللام على ثلاث ضُروب:
    • اللام للتعليل: ويكون ما بعدها علة لما قبلها، نحو قولك: (سافرت لأطلب العلم) ويجوز (سافرت لأن أطلب العلم)، وذلك في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ}[23].
    • اللام للعاقبة: ويكون ما بعدها عاقبة لما قبلها ونتيجة له، نحو قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[24].
    • اللام الزائدة للتأكيد: ذكره بعض النحاة وتقع بعد فعل متعدٍّ، نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[25]، وفي تسميتها زائدة في هذا الموضع تأمل، فراجع كتب التفسير، لأنها ظاهرا (لام) بمعنى (كيْ) والله أعلم.

 

خامسا: وجوب إضمار (أنْ):

وجوب إضمار أن

بقي المحور الأخير من محاور (أنْ) المضمرة، وفيه إضمار (أنْ) وجوبا، وذلك بعد أربع مواضع:

الأول: بعد حتّى:

يكون الفعل بعد (حتّى) منصوبا تارة، ومرفوعا أخرى:

الفعل بعد حتى

أولا: النصب بعد حتّى:

ويُشترط أن تكون مستقبلة بالنسبة إلى ما قبلها، سواء كان مستقبلا بالنسبة إلى زمن التكلم أو لا.

مثال الأول قوله تعالى: {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}[26]، فإن الفعل {يَرْجِعَ} مستقبل بالنسبة إلى القولين، قول {لَن نَّبْرَحَ} و {حَتَّى}.

مثال الثاني قوله تعالى: {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ}[27]، أما هنا فقول الرسول كان ماضيا بالنسبة إلى زمن الإخبار، إلا أنه مستقبل بالنسبة إلى زلزالهم.

وتأتي (حتّى الناصبة) بثلاث معانٍ: (كي ، إلى، إلا أنْ):

    • حتّى بمعنى (كيْ): أي بمعنى (التعليل) نحو قولك: (ناديته حتّى يخرجَ من البيت)، وذلك في قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا}[28]، فـ {يَنفَضُّوا} فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتّى وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
    • حتى بمعنى (إلى): أي بمعنى (انتهاء الغاية)، نحو قولك: (سأصلِّيى حتّى تطلعَ الشمس)، وذلك في قوله تعالى: {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}[29]، فـ {يَرْجِعَ} فعل مضارع منصوب بـ (أنْ) مضمرة وجوبا بعد حتّى، و (أن) والفعل {يَرْجِعَ} في تأويل مصدر مجرور بحتّى.
    • حتّى بمعنى (إلا أنْ): أي بمعنى (الإستثناء)، نحو قولك: (لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيمَ قلبه).

ثانيا: الرفع بعد حتّى:

أورد ابن هشام هذه الشروط الثلاثة لرفع الفعل المضارع بعد حتّى[30]:

    • أن يكون مسببا لما قبلها، لذلك امتنع الرفع في: (سِرتُ حتّى تطلعَ الشمس)، لأن السير لا يكون سببا لطلوع الشمس.
    • أن يكون زمن الفعل الحال لا الإستقبال، بخلاف شرط النصب، والحال يكون على نحوين أيضا: (تحقيقا، تقديرا)، فالمثال (سِرتُ حتّى أدخلها) يكون تحقيقا إذا كان يقولها حالة الدخول، بينما يكون تقديرا إذا كان دخلها ويقولها حكاية، ولذك قرأ نافع الآية بالرفع: {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ }[31]، لأن الزلزال والقول قد مضيا.
    • أن يكون ما قبلها تاما، لذلك امتنع الرفع في: (كان سَيْري حتّى أدخلها) إذا حُملت كان على النقصان لا على التمام.

 

الثاني: بعد أو:

إذا جاءت (أنْ) المصدرية بعد (أو) التي بمعنى (إلى) أو (إلا) يرفع الفعل المضارع.

    • مثال الأولى “بمعنى إلى”: (لَألْزَمَنَّكَ أو تَقضِيَني حقي)، أي: إلى أن تقضيَني حقي، قال الشاعر:

لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أبْلُغَ الـمُنى       فَما انقادَت الآمالُ إلا لصابرِ

    • مثال الثانية “بمعنى إلا”: (لأقـتُـنلَنَّ الكافر أو يُسلمَ)، أي: إلا أنْ يُسلمَ، قال الشاعر:

وكنتُ إذا غَمَزْتُ قناةَ قومٍ               كسرتُ كُعُوبَها أوتستقيما

 

الثالث: بعد فاء السببية:

وتُـفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها، وتأتي بعد (نفي محض) أو (طلب محض)، والتفصيل كما سيأتي:

  • نفي محض:

نحو قوله تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}[32]، والنصب هنا بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، ونحو قولك: (ما تأتينا فـتُـحدّثنا)، وكان الشرط بكونه (محضا) احترازا من نحوين:

    • قولك: (ما تزال تأتينا فـتُـحدّثُنا)، تعيّن الرفع لأن (زال) للنفي ودخل عليها (ما) النافية، ونفي النفي إثبات، والخلاصة أنه ليس بنفي محض.
    • قولك: (ما تأتينا إلا فـتُـحدّثُنا)، تعيّن الرفع كذلك لإنتقاض النفي بـ (إلا) فكان النفي ليس محضا.
  • طلب محض:

يشمل الطلب: (الأمر، والنهي، والتمني، والترجي، والدعاء، والإستفهام، والعرض، والتحضيض) وذكر ابن هشام في القطر: (الأمر، والنهي، والتحضيض) فقط.

    • الأمر: نحو قولك: (اصنع المعروف فتنالَ الشكر).
    • النهي: نحو قولك: (لا تأكل كثيرا فـتسمنَ)، وذلك في قوله تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ}[33].
    • التمني: نحو قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}[34].
    • الترجي: نحو قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ () أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}[35].
    • الدعاء: نحو قولك: (رَبِّي انصرني فلا أُخذلَ)، وقوله تعالى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ}[36].
    • الإستفهام: نحو قولك: (أين بيتك فأزوركَ؟)، وقوله تعالى: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا}[37].
    • العرض: وهو الطلب بلين ورفق، نحو قولك: (ألا تؤمن بالمعاد فَـتُصيبَ خيرا كثيرا).
    • التحضيض: نحو قولك: (هلّا تزورنا فَـتُحدّثَنا)، وقوله تعالى: {لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}[38].

 

الرابع: بعد واو المعية:

وهي التي تفيد حصول ما قبلها مع ما بعدها، أي: بمعنى (مع)، وتفيد المصاحبة، نحو: (لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبن)، فتنصب (تشربَ) إذا قصدت النهي عن الفعلين معا، فالواو هنا (واو معية)، أما إذا أردت النهي أكل السمك والنهي عن شرب اللبن، كل واحد لوحده، فـتجزم (تشربْ) لأن الواو تكون (واو عاطفة) ولا تعمل للنصب، وقرأ حمزة وابن عامر وحفص قوله تعالى: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[39] بفتح {نَكُونَ}.

 

والحمد لله رب العالمين

 

فواز سرحان

النجف الأشرف

1 مارس 2016

21 جمادى الأولى 1437

 

 

[1] قطر الندى وبل الصدى ص85 – طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[2] سورة الزخرف: 5.

[3] سورة النساء: 28.

[4] سورة المؤمنون: 27.

[5] قطر الندى وبل الصدى ص86 – طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[6] سورة العنكبوت: 33.

[7] سورة الشعراء: 82.

[8] سورة النساء: 165.

[9] سورة الحديد: 29.

[10] النحو العربي ج2 ص430، للدكتور فاضل السامرائي، الطبعة الأولى 2014، دار ابن كثير.

[11] سورة المزمل: 20.

[12] نفس الآية السابقة.

[13] سورة طه: 89.

[14] سورة الرعد: 31.

[15] قطر الندى وبل الصدى ص87 – طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[16] قطر الندى وبل الصدى ص89 – طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[17] سورة العنكبوت: 2.

[18] سورة المائدة: 71.

[19] سورة الشعراء: 82.

[20] سورة الشورى: 51.

[21] النحو العربي ج2 ص430، للدكتور فاضل السامرائي، الطبعة الأولى 2014، دار ابن كثير.

[22] قطر الندى وبل الصدى ص89 – طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[23] سورة النحل: 44.

[24] سورة القصص: 8.

[25] سورة الأحزاب: 33.

[26] سورة طه: 91.

[27] سورة البقرة: 214.

[28] سورة المنافقون: 7.

[29] سورة طه: 91.

[30] قطر الندى وبل الصدى ص97 – طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[31] سورة البقرة: 214.

[32] سورة فاطر: 36.

[33] سورة الأنفال: 46:

[34] سورة النساء: 37.

[35] سورة غافر: 36-37.

[36] سورة يونس: 88.

[37] سورة الأعراف: 53.

[38] سورة المنافقون: 10.

[39] سورة الأنعام: 27.

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 2

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 2

 

تمَّ ذِكرُ علامة الفعل المضارع وأحكام المبني منه في المقالة السابقة، وبقي ذِكرُ المعرب منه، المرفوع والمنصوب والمجزوم.

سؤال: متى يُعرب الفعل المضارع؟

الجواب: يعرب إذا لم تتصل به نون النسوة أو نون التوكيد.

 

أولا: الرفع:

سؤال: متى يُرفع الفعل المضارع؟

الجواب: يُرفع إنْ لم يسبقه ناصب ولا جازم، ولم تتصل به نون النسوة أو التوكيد.

مثال على الرفع: قال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[1]، وتقول: يَـقومُ زيدٌ.

وذكر البعض أن الأصل في الفعل المضارع هو الرفع لخلوِّه من العوامل.

إن كان الفعل الضارع مفردا، فهو على قسمين، صحيح الآخر ويُرفع بالضمة الظاهرة، ومعتل الآخر ويُرفع بالضمة المقدرة، نحو قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[2]، فـ {يَدْعُو} و {وَيَهْدِي} مرفوعان بالضمة المقدرة، وإن كان مُثنّى أو جمع أو اتصلت به ياء المخاطبة، فيُرفع بثبوت النون، نحو: (يَضْرِبان، يَضْرِبون، تَضْرِبين).

واختلف النَّحويون في رافع المضارع، فقال الفراء وأصحابه أن تجرّده من الناصب والجازم هو نفس رافعه وأيّده ابن هشام في القطر[3]، وقال الكسائي حروف المضارعة، وهو مردود لأن أحرف المضارعة جزء من الكلمة، والعامل لا بد أن يكون خارجيا، وقال ثعلب مضارعته للإسم وهو مردود أيضا لأن ذلك يستلزم الرفع في كل الحالات، فراجع قطر الندى للزيادة.

 

ثانيا: النصب:

نواصب الفعل المضارع

علامة النصب الأصلية هي الفتحة، ويُنصب الفعل المضارع بالفتحة سواء كان (سليم الآخر) أم (معتل الآخر) بالواو أو الياء، نحو قوله تعالى: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}[4] {لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا}[5] {لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ}[6]، أو بالفتحة الـمُقدرة إن كان معتل الآخر بالألف للتعذر، نحو (عليك أن تسعى إلى الخير)، أو بحذف النون إن كان من الأفعال الخمسة، نحو قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[7].

 

حروف النصب:

لنْ:

وهو حرف نفي ونصب واستقبال، فعندما يدخل على المضارع يقلبه للإستقبال، وللفائدة أن (لنْ) نقيضة (سوف) كما أفاد الدكتور السامرائي[8]، فلا يصح استعمالهما كما هو شائع اليوم، نحو: (سوف لن أفعل) أو (سوف لا أعمل).

قال الزمخشري في أنموذجه أنَّ (لنْ) تفيد التأبيد، واستدلّ بقوله تعالى: {فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ}[9] {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}[10]، والواقع بخلاف ما قال، فهي تفيد النفي في الإستقبال حتى لو كان منقطعا، نحو قوله تعالى: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}[11]، ويُفيد يوم واحد فقط، وقوله تعالى: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُنزَلِينَ}[12]، ويفيد هنا وقت المعركة فقط.

 

كيْ المصدرية:

وهو حرف مصدري ونصب واستقبال، ويشتط في عمله أن تسبقه (لام التعليل) لفظا أو تقديرا، نحو قوله تعالى: {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ}[13]، وقولك: (زَجرتهُ كَيْ يَستَقيم)، والتقدير لكي يستقيم، ومثله مثل (أنْ) المصدرية، تُجعل مع ما بعدها في تأويل مصدر، نحو قولك: (كلّمتك لكي أسألك)، والتأويل كلّمتك لأسألك.

 

إذنْ:

كتابتها بالنون مشهورة، وكتبها البعض بالألف، وآخرون بالنون إن كانت عاملة وبالألف إن كانت غير عاملة، واختُلِفَ في كونها اسم أم حرف، وذهب الجمهور أنها حرف[14].

يقول الدكتور السامرائي: (حرف نصب وجواب وجزاء واستقبال)[15]، تقول: (سأزورك)، فـيُجيبك: (إذنْ أحسنَ إليك)، فالإجابة والإحسان جزاء لزيارتك، فهو هنا جوابا وجزاء.

أمّا إن تمحضت الجواب، فإنها لا تعمل، نحو قولك لأخيك: (أنا أحبك)، فـيُجيبك: (إذنْ أظنُّك صادقا)، والفعل هنا مرفوع لكونه جوابا، وليس جزاءً لقولك: (أنا أحبك).

وذكروا لها ثلاث شروط لعملها كناصبة:

  1. أنْ يكون الفعل مستقبلا، غير دالّاً على الحال، فلو قُلتَ: (إنّي أعزّك)، وقال: (إذنْ تصدقُ)، كانت مرفوعة لأن القصد ملازم للحال.
  2. أن يكون في في صدر الجملة، نحو قولك: (سأزورك)، فيكون الجواب: (إذنْ أكرمَك)، وإلا فهي ملغية وذلك على ثلاث حالات:
    1. أن يكون ما بعدها خبرا لما قبلها، نحو: (أنا إذنْ أناصِحُك)، و (إنّي إذنْ تاركُك)، فهي بمنزلة كلمة معترضة، ويبطل عملها.
    2. أن يكون جزاء للشرط الذي قبلها، فينقلب الفعل مجزوما، وسيأتي عليه الكلام في جوازم المضارع، نحو: (إن تأتني إذنْ أكرمْك).
    3. أن يكون جوابا للقسم الذي قبلها، نحو: (والله إذنْ أكرمُك)، فالفعل هنا مرفوع لعدم سبقه بناصب أو جازم، وكذلك: (والله إذنْ لأفعلَنَّ)، والفعل هنا ليس بمنصوب ولكنه مبني على الفتح لإتصاله بنون التوكيد.
  3. أن لا يفصل بينها وبين الفعل غير القسم، نحو قولك: (سأزورك)، فـيُجيب: (إذنْ والله أكرمَك)، ولو جاء فاصل غير القسم كانت مهملة، وهذا رأي المشهور.

واختلف العلماء في ثلاث مواضع للفصل، بأن تكون (إذنْ) عاملة ناصبة أو لا:

  1. إذا كان الفصل بالنداء، نحو: (إذن يا زيدُ)، فيكون الرد: (أكرمُك) (أكرمَك).
  2. إذا كان الفصل بالجار والمجرور، نحو: (إذنْ في الدارِ “أكرمُك” ” أكرمَك”).
  3. إذا كان الفصل بظرف، نحو: (إذنْ قبل الغروب “أكرمُك” “أكرمَك”).

وذكر ابن مالك في أرجوزته مسألة تفيد التخيير في إعمال (إذنْ) أو إهمالها إن كان ما قبلها واواً أو فاء، نحو: (أنا أزورك وإذنْ “أنفعُك” ” أنفعَك”) وكذلك: (أنا أزورك فإذنْ “أنفعُك” ” أنفعَك”)، وهو قوله في:

وَنَصَبُوَا      بِإِذَنِ      المُسْتَقْبَلاَ                         إِنْ  صُدِّرَتْ  وَالفِعْلُ بَعْدُ مُوصَلاَ

أَو  قَبْلَهُ  اليَمِيْنُ  وَانْصِبْ وَارْفَعَا                        إِذَا   إِذَنْ  مِنْ  بَعْدِ  عَطْفٍ  وَقَعَا

 

ويأتي الكلام على الحرف الرابع من النواصب (أنْ) والجوازم إن شاء الله.

 

والحمد لله رب العالمين

 

فواز سرحان

23 فبراير 2016

14 جمادى الأولى 1437

 

[1] سورة البقرة: 216.

[2] سورة يونس: 25.

[3] قطر الندى وبل الصدى – ابن هشام ص79، طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة

[4] سورة طه: 91.

[5] سورة الكهف: 14.

[6] سورة آل عمران: 10.

[7] سورة آل عمران: 92.

[8] النحو العربي ج2 ص423، للدكتور فاضل السامرائي، الطبعة الأولى 2014، دار ابن كثير.

[9] سورة البقرة: 80.

[10] سورة الحج: 73.

[11] سورة مريم: 26.

[12] سورة آل عمران: 124.

[13] سورة طه: 40.

[14] راجع تعليقة الشيخ الكرباسي رحمه الله على قطر الندى ص82.

[15] النحو العربي: ج2 ص424.

علامة الفعل المضارع وأحكامه – 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

علامة الفعل المضارع وأحكامه

 

يتركب الفعل من أمرين: (الحدث) و (الزمن)، نحو: (ضَرَبَ)، فإنه مركب من الحدث وهو الضَرْب، وزمان الحدوث هو الماضي.

وكذلك الأمر بالنسبة للفعل المضارع، نحو: (يَضْرِبُ)، فإنه يدل على الضَرْب والزمان الحالي (المضارع)، إلا أنَّ له دلالات زمانية غير واحدة، بحسب ما يدخل عليها، وقد ذكرنا ذلك بالتفصيل في مقالتنا السابقة (معنى الفعل المضارع ودلالاته).

 

علامة الفعل المضارع:

هناك تسالم على أنَّ (لَمْ) من علامات الفعل المضارع، نحو قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}[1]، وذكروا علامات أخرى كعلامات التنفيس (سين) و (سوف)، و (أن) الناصبة[2]، ولكن عمدة العلامات هي قبول (لَمْ) الجازمة.

ولا بد في الفعل المضارع أن يبدأ بأحد حروف (نَأَيْتُ)، وليست علامة من العلامات[3]، لأنها تدخل على الفعل الماضي، نحو:

  • (الألف): أَكرمتُ زيدا.
  • (التاء): تَعَلَّمْتُ القرآن.
  • (النون): نَرْجَسْتُ الدواء.
  • (الياء): يَرْنَأْتُ الشَّيْب.

 

أحكام الفعل المضارع:

وله اعتباران في الحكم، بلحاظ أوله وبلحاظ آخره.

 

الحكم بلحاظ أَوَّلَه:

يأخذ الفتحة في جميع حالاته إلا المضارع الرباعي فإنه يأخذ الضمة وكذلك المضارع المبني للمجهول، نحو: (يَفتحُ، يُدرِكُ، يُفْتَحُ).

 

الحكم بلحاظ آخره:

وهو على وجهين، (مبني، ومعرب)، يُبنى على السكون وعلى الفتح، وفي غيرهما يُعرب.

البناء:

المبني على السكون:

يُبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة، نحو قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ}[4]، {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ}[5].

ومنه كذلك: {إِلاَّ أَن يَعْفُونَ}[6]، لأن الواو من أصل الكلمة (عفا، يعفو، عفوا)، والفعل هنا مبني على السكون لإتصاله بنون النسوة، فالسكون مكانها على الواو، والنون فاعل مضمر عائد على المطلقات، ووزنه (يَفْعُلْنَ)، وليست هي كـ (يَعفون) في جمع المذكر السالم، لأن الواو فيها للجماعة، والمطلب كالتالي:

  • أصلها يَعْفُو.
  • دخلت عليها واو الجماعة وحُذِفَت الواو الأصلية، فصارت (يَعْفُون).
  • والنون علامة الرفع، وتُحذف إذا دخل عليها الناصب، فتصبح (إلا أنْ تَعْفُوا) بقصدك جماعة الذكور، وتُكتَب الألف في الأخير -بعد الواو- كَتْباً دونها لفظا لتمييز الفعل عن الإسم.
  • ومثله أيضا: (إلا أنْ يَنامُوا) في جماعة الذكور.

 

المبني على الفتح:

ويُبنى على الفتح إذا باشَرَتـهُ نون التوكيد، الخفيفة أو المشددة، نحو قوله تعالى: {كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}[7]، وكان الإحتراز بذكر المباشرة من نحو:

  • قوله تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}[8]، فألف المثنّى في {تَتَّبِعَانِّ} فاصلة بين الفعل والنون، فكانت مُعربة ،مجزومة بـ (لم) وعلامة الجزم حذف النون لأنها من الأفعال الخمسة، وثبتت نون التوكيد.
  • قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ}[9]، الواو فاصل بين الفعل والنون في {لَتُبْلَوُنَّ}، فهو مُعرب، مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي النونات (نون جماعة الذكور)، ثم التقى ساكنان (النون الأولى من نوني التوكيد) و (الواو) فحُذفت (الواو) وهي الفاعل، وبقيت الضمة (فوق واو الكلمة) وهي الدليل على الحذف.

الخلاصة أن الكلمة فيها:

  • ثلاث نونات: (نون الجماعة) التي تثبت في حالة الرفع، و (نونان التوكيد) لأنها مشددة، فحُذفت نون الجماعة لتوالي النونات وبقيت نون التوكيد المشددة.
  • واوان: (واو الكلمة) لأنها من أصل الكلمة (بَلَى، يَـبْلُو) على وزن (يَـفْعُلْ)، ، و (واو الجماعة) وقد حُذِفت لإلتقاء الساكنين (واو الجماعة) و (النون الأولى من نوني التوكيد).
  • قوله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}[10]، الياء فاصل بين الفعل والفاعل في {تَرَيِنَّ}، فرُفع بثبوت النون المحذوفة لتوالي النونات، ثم التقى ساكنان (ياء الجماعة) و (النون الأولى من نوني التوكيد) فحُذفت الياء وبقيت الكسرة (فوق ياء الكلمة) دليلا على حذفها وهي الفاعل.

قال ابن هشام: (وكذلك لو كان الفاصل بينهما مقدرا كان الفعل أيضا معربا، وذلك كقوله تعالى: {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ}[11] )[12]، فالتقدير (يصدونك) وحُذفت الواو.

 

وسيأتي الكلام عن الـمُعرَب من الفعل المضارع في المقالة القادمة إن شاء الله.

 

فواز سرحان

11 فبراير 2016

2 جمادى الأول 1437

[1] سورة الإخلاص: 3.

[2] النحو الوافي – عباس حسين، ج1 ص41، طبعة مكتبة المحمدي بيروت، الطبعة الأولى.

[3] انظر قطر الندى وبل الصدى – ابن هشام ص39، طبعة ذوي القربى الطبعة الخامسة.

[4] سورة البقرة: 233.

[5] سورة البقرة: 228.

[6] سورة البقرة: 237.

[7] سورة الهمزة: 4.

[8] سورة يونس: 89.

[9] سورة آل عمران: 186.

[10] سورة مريم: 26.

[11] سورة القصص: 87.

[12] قطر الندى وبل الصدى ص42.

معنى الفعل المضارع ودلالاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

معنى الفعل المضارع ودلالاته

 

تعريفه:

مضارع: اسم فاعل من ضارعَ، تقول: مُضَارِعٌ لَهُ: مُشَابِهٌ، قال ابن منظور في لسان العرب: (والمضارع: المشبه. والمضارعة: المشابهة. والمضارعة للشيء: أن يضارعه كأنه مثله أو شبهه)[1].

سُـمِّيَ بالمضارع لمشابهته بالإسم، ويذكر النُّحاة أوجه للشبه، وأهمها مشابهته للإسم في كونه معربا في بعض حالاته، بخلاف أخَوَيْه الماضي والأمر.

 

دلالته على الزمن[2]:

يدل الفعل المضارع على أزمان متعددة، نذكر منها اثنيْ عشر، ونعرض عن المناقشة تجنبا للإطالة:

  1. الدلالة على الحال والإستقبال:
  2. نحو (هو يأكل) و (هو يمشي).
  3. الدلالة على الحال تنصيصا:
    1. إذا دخل عليه ما يفيد الحالية، نحو (هو يأكل الآن) و (هو يمشي الآن).
    2. إذا دخلت عليه لام الإبتداء – على رأي الكوفيين -، نحو قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى () أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}[3]، وفي المسألة خلاف، يُطلَبُ في محله.
    3. نَفْـيِه بـ (ليس) و (ما) و (أنْ) عند الإطلاق، نحو (ما خالد يكتب) و (ليس عمرو يقرأ)، إلا إذا كانت هناك قرينة تصرف الفعل المضارع عن الحال، نحو (ما زيد يسافر غدا).
  4. دلالته على الإستقبال تنصيصا:
    1. إذا دخل عليه ما يفيد المستقبل، نحو (يقضي الله بين عباده يوم القيامة).
    2. النصب، فإن الناصب يصرف الفعل المضارع إلى المستقبل، نحو (أحب أنْ تزورني).
    3. إذا دخل عليه حرف تنفيس، نحو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}[4].
    4. إذا دخلت عليه نونا التوكيد، نحو قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ}[5].
    5. إذا دخلت عليه أداة شرط، نحو قوله تعالى: {إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ}[6]، إلا (لو) الشرطية فإنها تفيد الشرط في الماضي، نحو (لو زارني لأاكرمته) وفي الإستثناء نقاش نعرض عنه.
    6. بعد (لو) المصدرية، نحو قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}[7]، وفيها نقاش أيضا.
    7. بعد (هل)، وهي تخصص المضارع بالإستقبال غالبا، نحو (هل تسافر؟).
    8. إذا اقتضى طلبا كالأمر والنهي والدعاء والتحضيض والتمني والترجي، نحو قوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}[8].
    9. إذا اقتضى وعدا أو وعيدا، نحو قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء}[9].
    10. إذا أُسندَ إلى متوقع، نحو قوله تعالى: {أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}[10].
  5. الدلالة على حدث مستقبل بالنسبة إلى حدث مستقبل قبله: نحو (سأذهب إليه وقد امتلأ المجلس بالحضور وأرد عليه)، الشاهد في (أرد)، حيث أنه ينوي الرد عليه إذا امتلأ المجلس.
  6. دلالته على المضي في عدة مواضع، منها:
    1. إذا اقترن بـ (لم) و (لما)، نحو قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}[11].
    2. إذا دخلت عليه (لو) الشرطية، نحو قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ}[12]، وهو الغالب.
    3. إذا دخلت عليه (إذ)، نحو قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}[13]، أي قُلتَ.
    4. إذا دخلت عليه (قد) التقليلية، نحو: (قد أترك القرن مصفرّا أنامله)[14]، وفيها نقاش نعرض عنه لأنها تفيد المستقبل كذلك نحو: (قد يشفى المريض).
    5. إذا دخلت عليه (ربما)، وقول النحاة أنها مختصة بالفعل الماضي، فإذا دخلت على المضارع صرفته إلى المضي، نحو قول الشاعر[15]:وفيه كلام أيضا يُراجع في محله.
    6. رُبَّمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنَ الْأَمْــرِ                     لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ الْعِقَالِ
    7. إذا وقع المضارع حالا عامله فعل ماض، نحو (أقبل عليٌّ يـبتسم).
    8. حكاية الحال الماضية، استحضارا لصورته في الذهن كأنه مشاهد مرئي، نحو قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ}[16]، فسَوْم فرعون بني اسرائيل سوء العذاب وتذبيح الأبناء أحداث ماضية، غير أنه عبر عنها بالفعل الذي يدل على الحال لقصد احضار مشهد التعذيب أمام العين، وفيه خلاف.
  7. الإستمرار التجديدي:
  8. نحو قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ}[17]، وكذلك: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}[18].
  9. الدلالة على الحقيقة من حيث غير مقيدة بزمن، نحو قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء}[19].
  10. الدلالة على أن الفعل حاصل وهو مستمر لم ينقطع، وذلك إذا سبق بفعل دال على الإستمرار نحو (لا يزال) و (لا يبرح)، ونحو قوله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ}[20].
  11. مقاربة حصول الفعل، نحو (يكاد السارق يقول خذوني)، ونحو قوله تعالى: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ}[21].
  12. تلبس حصول الفعل بوقت من الأوقات، نحو (يمسي العامل متعبا ويصبح مستريحا).
  13. الدلالة على الدخول في زمن معين، نحو قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}[22].
  14. تقليل حصول الفعل إذا سبقه ما يدل على التقليل، نحو (قد يصدق الكذوب).

 

والحمد لله رب العالمين

 

فواز سرحان

1 فبراير 2016

21 ربيع الثاني 1437

 

[1] لسان العرب ج9 ص40 (باب ضرع).

[2] راجع معاني النحو للدكتور فاضل السامرائي ج3 ص280.

[3] سورة العلق: 6-7.

[4] سورة النساء: 57.

[5] سورة الفتح: 27.

[6] سورة الإسراء: 54.

[7] سورة القلم: 9.

[8] سورة الطلاق: 7.

[9] سورة المائدة: 40.

[10] سورة الزمر: 46.

[11] سورة يونس: 39.

[12] سورة فاطر: 45.

[13] سورة الأحزاب: 37.

[14] مقتبسة من قصيدة طاف الخيال علينا ليلة الوادي، لأحد شعراء العصر الجاهلي يُدعى: عبيد بن الأبرص

[15] قال الأصمعي: حدثنا أبو عمرو بن العلاء أنه سمع أعرابيا ينشد الأبيات في مكة، إلى آخر القصة في هربه من الحجاج.

[16] سورة البقرة: 49.

[17] سورة البقرة: 245.

[18] سورة البقرة 258.

[19] سورة البقرة: 74.

[20] سورة البقرة: 217.

[21] سورة النور: 35.

[22] سورة الروم: 17 – 18.

حالات (بَعد) و (قَبل) الإعرابية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

حالات (بَعد) و (قَبل) الإعرابية

 

وتفيد الظرفية، والمعنى: تأخر شيء عن شيء في الزمان أو المكان، وقد وردت (قبل) في القرآن الكريم أكثر من 160 مرة ، وكذلك (بعد) وردت أكثر من 140 مرة، كلها بمعنى ظرف الزمان، وقد اختلف النحاة في كونهما تفيدان ظرفية المكان أو لا، وليس المقام لمناقشة ذلك.

يأتي لفظ (قبل ، بعد) معربان ومَبـنِيّان:

  • المعرب، على أربعة أوجه:
    1. ظرف زمان منصوب على الظرفية، إذا:
  • أُضيف إلى ما يدل على الزمان ..

نحو قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[1]، (بعد): ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، (موتها) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، (موت) مضاف، (ها) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

ومثال (قبل)، قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}[2]، {قَبْلَ} ظرف زمان منصوب على الظرفية وهو مضاف، {طُلُوعِ} مضاف إليه.

 

  1. ظرف مكان منصوب على الظرفية، إذا:
  • أُضيف إلى ما يدل على المكان ..

نحو: (بيتي بعدَ بيتك)، (بعدَ) ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، (بيتك) مضاف إليه، (بيت) مضاف، (ك) ضمير متصل للمخاطبة وهو مضاف إليه.

وكذلك المثال (بيتي قبلَ بيتك)، فإنه كسابقه.

  1. يكون مجرورا إذا:
  • سبقه حرف جر ..
  • وكانت الإضافة موجودة لفظا ومعنى ..

نحو: (درستُ من بعدِ الظهرِ)، (بعد) اسم مجرور بِـمِن وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف، (الظهرِ) مضاف إليه.

ومثال (قبل)، قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}[3]، {قَبْلِ} اسم مجرور بـ {مِن} وعلامة جره الكسرة وهو مضاف، {هِ} ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

  1. ويكون ظرفَ زمان منصوب إذا:
  • قُطعَ عن الإضافة ..
  • وحُذِفَ المضاف إليه لفظا ومعنى ..

نحو: (سأُقابلكَ بعداً) و (سأُقابلكَ قبلاً).

وقد دمج الشيخ الكرباسي النقطتين الثالثة والرابعة في نقطة واحدة في حاشيته على قطر الندى[4].

  • المبنية، على وجهين:
    1. ظرف مبني على الضم في محل نصب على الظرفية، إذا:
  • قُطِعَ عن الإضافة ..
  • وحُذِفَ المضاف إليه، ونُوِيَ معناه ..
  • ولم يسبق بحرف جر ..

نحو: (سأُقابِلكَ بعدُ)، أي (بعد العشاء) أو (بعد حدود المدينة) أو غيرهما، وحُذِفَ المضاف إليه ولكن نُويَ معناه.

وكذلك المثال إذا أبدلنا (بعد) بـ (قبل) فيكون: (سأُقابِلكَ قبلُ) وتنوي إضافة مقدرة.

  1. ويكون مبنيا على الضم في محل جر بحرف الجر، إذا:
  • حُذِفَ عن الإضافة ..
  • وحُذِفَ المضاف إليه لفظا، ونُوِيَ معناه ..
  • وسُبِقَ بحرف جر ..

نحو قوله تعالى: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}[5]، فهناك مضاف إليه مقدر محذوف بعد {قَبْلُ} وبعد {بَعْدُ}.

 

تذييل في قوله تعالى:

{لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}، من الملفت وجود ثلاث قراءات لها:

  1. القراءة المعروفة كقراءة السبعة، إذا حُذِفَ عن الإضافة، وحُذِفَ المضاف إليه لفظا، ونُوِيَ معناه، وسُبِقَ بحرف جر، فتكون الحالة البناء على الضم: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}.
  2. وقرأ الجَحْدَرِيُّ والعُقَيْلِيُّ بالخفض بدون تنوين، بأن يسبقها حرف جر ويحذف المضاف إليه ويُنوى معناه: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلِ وَمِن بَعْدِ}، وقال ابن هشام فيها: (أي: من قبلِ الغَلَبِ ومن بعدِه)[6].
  3. ذكر ابن هشام في القطر[7] أن بعضهم قرأها خفضا بالتنوين، بأن يُقطعَ عن الإضافة، ويُحذِفَ المضاف إليه لفظا ومعنى، فتخفض بحرف الجر ولكنها تُـنَوَّن: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلٍ وَمِن بَعْدٍ}، وهي قراءة شاذة.

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

فواز سرحان

20 يناير 2016

9 ربيع الثاني 1437

 

[1] سورة الحديد: 17.

[2] سورة ق: 39.

[3] سورة التوبة: 70.

[4] انظر قطر الندى وبل الصدى مع كتاب نهج التقى للشيخ الكرباسي ص24، الطبعة الخامسة 1432 هـ.

[5] سورة الروم: 4.

[6] قطر الندى ص26.

[7] نفس المصدر السابق.