فلسفة المعراج

بسم الله الرحمن الرحيم
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )

1. ابتداء هذه الآية المباركة جاءت بصيغة تعجبية وكما يقال في الدعاء ( أعددت لكل أعجوبة سبحان الله ) ونحن لما كنا ربائب الإسلام الحنيف فيجب علينا التأمل في مثل هذا الحدث الكوني، والذي يحير كل ذي لب ويلقيه في أعماق التفكير وحيث يرسم النبي (ص) ومن هو صاحب المعراج قوله: (تفكير ساعة خير من عبادة سنه) فهيا بنا أيها القارئ الكريم نُمعن دقيقاً وكيف كانت هذه الرحلة والتي يجب على كل مسلم اعتقادها وجوباً، وصف البراق على البسطاء أنها تشبه الدابة من الحيوانات كالفرس وإذا صعدت جبل طالت رجليها، وإذا نزلت طالت يديها والى أخر وصف البراق.
هل نتصور أن البراق كائن حي من الحيوانات؟، وهل أن الرسول الأعظم (ص) قد أمتطى ظهرها وهي تطير به صاعدة في الهواء ؟، لا لا كلا وألف كلا، فنحن وعندما طالعتنا التكنولوجية الحديثة جاء على يد العلماء الباحثين في علم الفلك وعلى سبيل المثال التوضيحي نأخذ في بحث الغلاف الجوي المحيط بالأرض المانع عنا وقاية من الله سبحانه ما دون الأشعة الحمراء فإليك سمكه من سطح الماء إلى انتهاء الجاذبية (220ميل) وبعد ذلك يكون الإنسان معلق سابح في جنبات الفضاء إذ أنه فارق الكرة الأرضية فيسيل دمه وبدون جروح، فكيف إذا انطلق الإنسان في متاهات الفضاء فهناك عقبات لا تخطر على البال، ألا ترى لمن صعدُ على سطح القمر على متن المركبة قد كلفتهم هذه الرحلة (مائه ألف مليون دولار ) هذا والقمر نراه بالعين المجردة هلال وبدر وأفول في الأيام الأخيرة من الشهر، ولا ننسى الخسوف، أما درب التبانة فقد قدر اليها أربعون سنه للخروج منها، وأما الفضاء ألا نهائي فيضيق التعبير عن التعبير في التعبير، حيث أنه قدر علماء الفلك نجومه وكواكبه ومذنباته والمكوكبات والنيازك بعدد درأت الرمال والبرغم من هذه الكثرة والتي نعجز أن نقول هائلة ولم يكن يخطر على بال عمالقة الفكر أن يعبروا عنها بتعبير يحدد ولو عشر معشارها، وبالتالي بين النجم والنجم ملايين الأميال، وكذا بين الكوكب والكوكب وبين المذنب والمذنب، وصدق الله العلي العظيم ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يعني أن هذا الكون أخذاً باستمرار متواصل في الإتساع وقد قال المفسرون في هذه الآية: ( وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) أن الله جل شأنه أعرض عن الطول حيث أنه لا يخطر على بال أي عملاق في مقايس الحساب وإذا تأملنا في أعماق هذا البون الشاسع المترامي الأطراف يأتي مع طلك ما يهز العقول النيرة، وكل ذي عقل يقف حائر وقد كلَّ فكرهُ عن التفكير في هذا المجال حيث أن الفلك ومتاهات الكون كانت مملوئة بالمخاطر وبالنيران التي تحوط بغلاف بعض الكواكب، والشحنات الكهربائية، فإليك هذا المثال: أطلقت مركبة إلى متاهات الفضاء للكشف عن غرائب الكون، فلما دخلت غلاف الزهرة تبخرت .

فدعونا جميعاً نلوي ذراع الجهل الجامد، ونفكر في هذه المركبة الإلهية ونقول أنها مزودة بآلات إلهيه بيد قادر مقتدر فملئها بالأكسجين والأجهزة الالهيه الالكترونية، وملئها بأنوار المصابيح وكذالك خارجها فهو حزم من النور الذي يبدد دياجير ظلمة الفضاء الحندسي، أما وعند انطلاقتها واحتكاكها بغلاف متاهات الفضاء فلا يخطر على بال شخص من البشر وحتى على أهل ناسا وعند انطلاق مركباتهم على متن الصواريخ، رباه ماذا يفعل المفكرون، وعندما يقرأ القارئ عندما نزل نبينا المبارك (ص) أدرك حرارة فراشه لما عرج به، تذكر يا قارئنا المبارك أنه (صلى الله عليه وآله) في بيت المقدس بالأنبياء وأم مصلياً كل ملائكة سماء وراء الجنة والنار وعندما انتهى من هذا كله، رأى عجائب وغرائب داله على وجود خالق الكون سبحانه، فجأة وإذا بجبرائيل يودع الرسول (ص) فينزعج الرسول لمفارقة أخيه جبرائيل في موقف يفارق الوالد الولد فيرد عليه طاووس الملائكة: لا تخف فلا أتمكن من خطوة واحدة، فيأتيه الرفرف فيلقيه إلى ما لا يتصوره الإنسان، فهنا لا حراك ولا حس، كلٌ خاضع للعلي القدير لا إله إلا الله، وهنا يرسم آيُ الذكر الحكيم لهذه القوة الهائلة كالأتي: ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ).
أنا وأنت نسبح على أمواج العجب كما مر عندما نزل لا زالت الطاقة الحرارية موجوة في الفراش المقدس وتذكر ما مر عليك مما قام به في رحلته السامية فلا يبعد عندما يفارق الإنسان الأرض ويتغلغل في أعماق متاهات ما أرتقي إليها كوني، فلا يبعد أن المقاييس الزمنية كالساعاتية والدقائقية والثواني تتغير وتنقلب مقاييس الحساب.

هكذا والله العالم، ويجدر بنا أن نتوج هذا الموضوع المختصر بأبيات لشاعر قرن العشرين أمير الشعراء شوقي إذ ينقش ب

مقوله العذب كالأتي:
جبت السماوات أو ما فوقهن على
منورة ذرية الجوُمي
حتى بلغت سما لا يطار بها
على جناح ولا يسعى على قدمي
وقيل كل نبياً عند رتبته
ويا محمد هذا العرش فأستلمِ

قارئنا يا حبيب القلوب، تأمل في عظمة الله وفي ملكوته سبحانه وتعالى وأرجع له راضخاً خانعاً وخر ساجداً، ولعلع بصوتك الله أكبر لا أله إلا الله.

بقلم العلامة المرحوم الشيخ جعفر الخال (قدس سره).

تفسير آية البسملة

تفسير آية البسملة

 

قال تعالي في محكم كتابه الكريم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ)

عن امير المؤمنين(عليه السلام): إن العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملاً       فيقول:(بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فإنه يبارك له فيه.

 

انطلاقا من الأدلة من الآية والرواية ينقسم البحث لثلاثة اقسام

الاولى: منهجية المعصومين والبسملة

الثانية: الآراء فى جزئية بسم الله الرحمن الرحيم

الثالثة: خصائصها وفضائلها

 

الاولى: منهجية المعصومين والبسملة

اعتادت الأمم والشعوب على ان تبدا كل عمل باسم كبير من رجالها تكن له الحب والتبجيل ليحظي ذلك العمل بالبركة وحسن الختام فكانت تعمل  بوحي من معتقداتها صحيحة كانت ام فاسدة، كانت تبدأ العمل باسم الأصنام في زمن الجاهلية حيث يبتدؤون العمل باسم الصنم الذي يعبدونه او يسمون أولادهم او شيئا يصنعونها بأسمائهم ليبقي الاسم خالدا فلا يزول ولا ينسي.

وبعد مجىء الإسلام كانت الآية الأولى التى أنزلها الله على نبيه الكريم تحمل أمرا لصاحب الرسالة ان يبدأ مهمته الكبري باسم الله (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) فالبسملة هي فاتحة جميع الكتب السماوية على رأس الأعمال لجميع الأنبياء ، فعندما كانت سفينة نوح (ع)  تمخر عباب الأمواج الهادرة فى وسط البحر قال نوح لأتباعه أن يرددوا (وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) وكذلك الرسالة التى أرسلها النبي سليمان ع إلى ملكة سبأ ابتدأ الرسالة بالبسملة (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ)

عن النبي (ص) قال: كل أمر ذي بال لم يبدا فيه بأسم الله فهو ابتر.

عن صفوان الجمال عن أبي عبدالله (ع) قال:ما نزل كتاب من السماء إلا أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ.

فالبسملة شعار مختص بالمسلمين يستفتحون بها اقوالهم واعمالهم وتأتي من حيث الدلالة على الإسلام في المرتبه الثانية من الشهادتين

(بسم) كانت فى السابق تكتب باسم فحدفت الهمزة نطقا وخطا فى البسملة لكثرة الاستعمال أما فى غير البسملة تحدف نطقا لا خطا نحو (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)

عن بن سنان قال سألت ابا عبدالله ع عن تفسير بسم الله الرحمن الرحيم قال الباء بهاء الله السين سناء الله الميم مجد الله روي بعضهم الميم ملك الله والله إله كل شىء الرحمن بجميع خلقه الرحيم بالؤمنين خاصه

و لفظ الجلالة (الله)هو الوحيد الجامع لكل الصفات و الكمالات الالهية أو الجامع لكل صفات الجلال والجمال وقيل أن الله هو الاسم الأعظم وان الذي يعرفه تفيض عليه الخيرات وتقع على يده المعجزات.

وعن الرضا (ع) قال:إن بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى اسم الله الاعظم من ناظر العين الى بياضها.

الرحمن مشتق من الرحمه معناها بالنسبة إليه تعالي الإحسان وبالنسبة الى غيره معناها رقة القلب.

الرحيم مشتق من الرحمه أيضا معناها بالنسبة إليه تعالي الاحسان.

عن الصادق (ع)  الرحمن اسم خاص بصفة عامة و الرحيم اسم عام لصفة خاصة

الثانية: الآراء فى جزئية بسم الله الرحمن الرحيم

أجمع علماء الشيعة على ان البسملة جزء من السورة وقد اوجبوا الجهر بها فيما يجب الجهر فيه بالقراءة كالصلاة الصبح وأوليين المغرب والعشاء ويستحب بها فيما يخافت فيه القراءة كاوليين الظهروالعصر ويجوز الإخفات.

عن صفوان قال: صليت خلف ابى عبدالله (ع) اياما فكان يقرأ في فاتحة

الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم فاذا كانت صلاة لايجهر فيها بالقراءة جهر ببسم الله الرحمن الرحيم واخفي ما سوى ذلك.

وعن أمير المؤمنين (ع) انه سئل عن السبع المثاني فقال: الحمدلله رب العالمين فقيل له هى ست آيات فقال: بسم الله الرحمن الرحيم آية.

أما علماء السنه فاختلفوا فى ذلك فمنهم من قال ليست جزءا من السورة وهم الحنفية والمالكية ،ومنهم من قال هى جزء من السورة وهم الشافعية والحنابلة.

الثالثة: خصائصها وفضائلها

خصائص البسملة:  (أي الاشياء التى تميز الشي وتحدده)

  • البسملة هي الخطوة الاولى على مسير العبودية لله.
  • البسملة تعني ذكر الله يعني إلهي انا لم انسك.
  • بالبسملة تكسب الأعمال قدسية وحصانة.
  • البسملة هي اللون والعلامة الإلهية وهي دالة على الوجهة التوحيدية.

يقول الإمام الرضا (ع):بسم الله علامة العبودية لله على نواصينا.

فضائل البسملة

  • عن النبي (ص)قال: (من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله له بكل حرف اربعة الآف حسنة ومحى عنه اربعة الآف سيئة ورفع له اربعة الآف درجة.
  • وروي أيضا أنه من أصابه غم أو هم فليرفع رأسه الى السماء ، ويقول ثلاث مرات (بسم الله الرحمن الرحيم ) فان الله سبحانه وتعالى يفرج غمه ويكشف همه.

علي العالي

النجف الاشرف

16 ربيع الثاني 1437

اللحاظ الحالي والبيئي في العرف

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ..

اللحاظ الحالي والبيئي في العرف

(فحوى الحال)

هناك الكثير من حركات الانسان وسكناته حتى سكوته عن التصريح في ظرف ما يجعل حاله كاشفا عن رضا أو عدمه فيما يخص متعلقات العقود والإيقاعات وما يخصه من حيازة أو غيرها..

وفي كثير من الحالات نرى الجعل والتخصيص الشرعي على نحو أحكام مختلفة متعلقة بالهيئات تخلق عرفا شخصيا خاصا بعيدا عن العرف العام بنحو تأديبي تارة وترتيبي أخرى.

فالمديات المنكشفة في هذه التصرفات من العرف الاجتماعي تتعلق في عناصرها البيئية بعناوين الأحكام الشرعية المتعلقة بالعرف آو مواضيعه الخصوصية بحسب ظهور التصرف في ظرفه.

والتصرف المجرد من الظرفية العامة أو الخاصة يعد مبهما في ميزان البيئة العرفي لكونه يفتقر للظهور للعيان على نحو كاشف لحقيقته أو آلية للتبادر ليكون علته العقلائية التي تنبثق من صفات  موضوعه عادة..وإلا كان في وجوده الذهني بمرتبة المجاز الذي يفتقر للكشف عن حقيقة مقاصده .

لذلك فإن الركنية في العرف الحالي وفحواه تتحقق بحسب الظرف الزماني والمكاني في مكونات بيئية خاصة مع المتصرف بتصرف مفضي لانتزاع فحوى الحال منهما بحسب النسبة والحدث سواءا كان المتصرف محدثا أو حادثا له من المتغيرات في حاله وهيئته.

هذا إن كان المتعلق زماني أو مكاني بحسب الميزان العرفي الذي يصح الاحتجاج به شرعا من حيثيات تشريعية أو شرعية والحجية التي يصح الاعتماد عليها شرعا في دليل أو حتى أمارة.

وفي كثير من الحالات يتعدى الأمر شرعا ليشمل الظرفية وغيرها من الحضوريات التي يكشفها التصرف الخارجي الدال على عوارض خاصة أوعامة بشكل أو هيئة حدثية يتضح منها المقصود للعيان ويحمل على إرادة جدية بلحاظ القوة والفعل عبر قرائن متسالم عليها بالمفهوم العرفي وقضاياه الحملية والمسندة إلى الظرف العام من تصرفات الأفراد منفردة كانت أومجتمعة.

كما وأن الشريعة السمحاء قد تركت الحكم العرفي حاكما في بعض الموارد التي تحتاج لبيان الكم والكيف فيما لم يرد فيه نص أو دليل كمقدار الدلو في البئر ومقدار الماء الجاري ، بينما خرجت مقدار الكر بالمروي من قياس بالأشبار حيث وهو خارج تخصيصا من مباني دقية في قياسه بأنحاء مختلفة عبر التنسيق بين الشرع والعرف، ولكن في جزئيات هذا القياس بيان مقدار الأشبار فهي مأخوذة كيلا.

لذلك تظهر عندنا هنا ثلاثة أنحاء:

١- العنوان الشرعي:

إن التلبس بمباديء العنوان الشرعي فيما جعل الشرع تشخيصه عرفيا يجعله محكوما به لا محالة ـ كما أسلفناـ كمقدار الدلو الذي لم يرد فيه دليل شرعي خاص لبيان مقداره، أو كمفهوم الحداد للمتوفى عنها زوجها حينما يأمر به الشرع دون بيان الكيفية ، فإن العقلاء يوكلونه إلى الكيفيات العرفية لتحقيقه وما كان في العرف يعد خمرا فهو عنوان له وما كان مصداقا عرفيا للفساد فكذلك..وهكذا.

٢- القواعد الفقهية:

وهناك بعض القواعد الفقهية التي يقتضي تطبيقها الرجوع للعرف حسب التنسيق الشرعي كقاعدة اليد وإحياء الموات المستوجب لتحقق الملك وغيرها مما له الأثر الشرعي عبر التصرف أو الحال.

٣- الأحكام المختصة بالأعراف الخاصة:

وهي التي يستند عليها الشرع في التشخيص الخاص بالأمور العرفية الصرفة كلباس الشهرة الذي يتم فيه التشخيص الشرعي لموضوعه بالرجوع للعرف ، والتصرفات التي تعد بهيئاتها مخالفة للمروءة من جهة كونها مذمومة عرفا لما تحدث من انتقاص الغير ونقصان قيمة الشخص الاجتماعية وتقديره واحترامه..

والحمد لله رب العالمين

  

اللحاظ اللفظي بين الاستعمال والتداول العرفي

بسم الله الرحمان الرحيم

(فحوى المقال العرفي)

كثير من الألفاظ بمداليلها يستخدمها البشر لتدل على مكنونات نفسه أو إرادات يحب إظهارها للعيان على نحو عقود أو إيقاعات أو إقرار أو دعاء أو عبادات أو معاملات مختلفة نظرا لكونها كاشفة يدان بها أو يتحدد الحكم الشرعي عليه بحسبها المنطوقي والمفهومي.

لهذا فإن العرف العام لا يراعي في اعتباره اللحاظ الوضعي واعتباراته  _ لأن ذلك مبحث يخص المتخصصين _ بقدر ما يلاحظ اعتبارات التداول ولو كان في سياقه الاستعمال على وجه من الوجوه إلا أنه غير متقيد بلغة معينة في تداولاته اللفظية التي تستسيغ استعمال اللفظ الدخيل من لغة أخرى أو مخترع شايع بين الناس.

فلو دققنا في كلام الفلاسفة حول موضوع الوضع لوجدنا أفلاطون وسقراط يفسرون الوضع بحالة طبيعية ويعتبرون إثارتها في الذهن مما تألفه الطباع على العكس من أرسطو حيث رفض ذلك واعتبرها من صنع العرف ومما تسالمت عليه الفئات وإلا لما احتاج الإنسان لتعلم اللغة والتدرب عليها، وهناك نقاش مطول في هذا الصدد لا نحتاج لإثارته هنا إلا بقدر محل الشاهد..

وقد اتخذ مذهب الفريقين علماء العرب المحدثين والقدماء في اللغة فمنهم من يرى ذلك من الطباع ومنهم من يراه بوضع واضع ومتسالم عليه بحسب الاستعمال..

حتى فلاسفة الهند يرونه تارة لزوميا وأخرى طبعيا والبعض منهم يراه إلهيا وآخرين تكوينيا مع معناه بقيد الوحدة بين اللفظ والمعنى..

ولكن علماء الأصول يقسمونه في محاور مهمة ، فالوضع خاص وعام ومشتق ومشترك ، والاستعمال حقيقي ومجازي ، والبينونة فيها البين بالمعنى الأعم والبين بالمعنى الأخص وهكذا..

وكل ما مر من المباحث المذكورة يبحثها العلماء لتحصيل المراد والمقصود من النصوص العلمية التي لا تقبل الاختيار بين المعاني وتنتهج طريق الدلالات بغض النظر عن المتداول العرفي واختلاف وضع اللغات.

لكننا لو حققنا في المتداول اللفظي عند الهنود مثلا وعند العرب وغيرهم لما وجدنا قانونا يقيد اعتباطية الألفاظ الشائعة نظرا لسلوك العامة الطريق الأسهل لتبادل المعاني وتقيدهم بما تفرضه عليهم الظروف المحيطة من كلمات دخيلة أو غزو فكري ..

أما ما هو معروف في عرف المتشرعة بالصيغ اللفظية المختلفة من عقود وإيقاعات فهو من الأعراف الشرعية المبحوثة أصوليا متسالم عليها بكيفيات لفظية خاصة تعطي الانطباع العام لما وضعت له من قبل الشريعة من الأثر الذي تتضمنه بمفعولها الخاص.. وقد تتشدد الشريعة باشتراط اللغة العربية في كثير من حالات مقام الجعل والتخصيص لهذه الصيغ إلا أنها خارجة عن مدار المبحوث عنه هنا وداخلة في الأثر العرفي على نحو المراد المقصود أصوليا..

فاللحاظ اللفظي العرفي لا يبحث الوضع وكيفياته رغم أنه من مباحث الألفاظ العمومية بقدر ما يلحظ التداول والتبادر وإن اشتمل على كلمات غريبة عن اللغة المستعملة في البيان ولكنه قد لا يؤثر شرعا على الدوام في العقود والإيقاعات والعبادات بسبب جعل الشارع للصيغ الخاصة التي لا تؤثر في الحقائق الشرعية غيرها ولا يمكن ترتيب أي أثر شرعي بسواها في هذا المقام.

نعم, إدراك العرف لحصول هذا الأثر الواضح من هذه الصيغ الشرعية بحكمها المترتب له أثره الخاص والعام في العرف على نحو الحكم بالزوجية مثلا عرفا بعد الاعتبار الشرعي بحصول الصيغة الشرعية وأثرها الناقل واللازم عقديا أو حصول الإيقاعات بصيغها المؤثرة , ولكنه يبقى تابعا لعرف المتشرعة ولا يمكن للعرف العام إلا ادراك ذلك واتباعه في هذا السياق.

وهذه الصورة مختلفة عن فحوى المقال بالمتعارف المؤثر كإمضاء عقد البيع الفضولي من المالك حيث لا صيغة مخصوصة لذلك شرعا فالصيغة التي أجراها الفضولي معلقة على الإمضاء من قبل المالك الفعلي للمال المعوض, فلو دققنا لوجدنا صيغة البيع حاصلة ولكن الأثر متوقف على إمضاء المالك للتأثير على نقل المعوض لأن الشريعة قد أمضت إمضاء المالك له بلا صيغة لفظية مخصوصة أو مجعولة, واعتبرت في ذلك كل لفظ يصدر من المالك مما يعني إمضاء البيع عرفا وجعلت تأثير صيغة العقد من الفضولي بعد هذا الإمضاء المتسالم عليه بحسب المتداول اللفظي.

ولو تتبعنا لوجدنا الكثير من الصور العرفية التي تقع في طريق الاستنباط الحكمي مما لا يحتاج لصيغة معينة لتفعيله أو تأثيره كالإقرار الذي يعد حجة على أنفس العقلاء إن أقروا بدين أو نسب أو ما شابههما مما يؤثر بالألفاظ المتداولة في الظاهر بإلزام العقلاء به من نسب أو سبب أو دين أو ما يقتضي الالتزام به شرعا بلا موانع..

في كثير من الحالات نجد أن الشرع يقبل من المقر إن ادعى أن مراده غير الظاهر من اللفظ المستعمل بمعنى آخر عبر لفظ متداول متسالم عليه ويقبل قوله وإن اختلف المعنى بين المتداول والمستعمل يطلب منه الحاكم الشرعي التفسير للوصول للمراد الحقيقي والمعنى الذي لا لبس فيه..

الحمد لله رب العالمين

حالات (بَعد) و (قَبل) الإعرابية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

 

حالات (بَعد) و (قَبل) الإعرابية

 

وتفيد الظرفية، والمعنى: تأخر شيء عن شيء في الزمان أو المكان، وقد وردت (قبل) في القرآن الكريم أكثر من 160 مرة ، وكذلك (بعد) وردت أكثر من 140 مرة، كلها بمعنى ظرف الزمان، وقد اختلف النحاة في كونهما تفيدان ظرفية المكان أو لا، وليس المقام لمناقشة ذلك.

يأتي لفظ (قبل ، بعد) معربان ومَبـنِيّان:

  • المعرب، على أربعة أوجه:
    1. ظرف زمان منصوب على الظرفية، إذا:
  • أُضيف إلى ما يدل على الزمان ..

نحو قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[1]، (بعد): ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، (موتها) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، (موت) مضاف، (ها) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

ومثال (قبل)، قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}[2]، {قَبْلَ} ظرف زمان منصوب على الظرفية وهو مضاف، {طُلُوعِ} مضاف إليه.

 

  1. ظرف مكان منصوب على الظرفية، إذا:
  • أُضيف إلى ما يدل على المكان ..

نحو: (بيتي بعدَ بيتك)، (بعدَ) ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، (بيتك) مضاف إليه، (بيت) مضاف، (ك) ضمير متصل للمخاطبة وهو مضاف إليه.

وكذلك المثال (بيتي قبلَ بيتك)، فإنه كسابقه.

  1. يكون مجرورا إذا:
  • سبقه حرف جر ..
  • وكانت الإضافة موجودة لفظا ومعنى ..

نحو: (درستُ من بعدِ الظهرِ)، (بعد) اسم مجرور بِـمِن وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف، (الظهرِ) مضاف إليه.

ومثال (قبل)، قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}[3]، {قَبْلِ} اسم مجرور بـ {مِن} وعلامة جره الكسرة وهو مضاف، {هِ} ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

  1. ويكون ظرفَ زمان منصوب إذا:
  • قُطعَ عن الإضافة ..
  • وحُذِفَ المضاف إليه لفظا ومعنى ..

نحو: (سأُقابلكَ بعداً) و (سأُقابلكَ قبلاً).

وقد دمج الشيخ الكرباسي النقطتين الثالثة والرابعة في نقطة واحدة في حاشيته على قطر الندى[4].

  • المبنية، على وجهين:
    1. ظرف مبني على الضم في محل نصب على الظرفية، إذا:
  • قُطِعَ عن الإضافة ..
  • وحُذِفَ المضاف إليه، ونُوِيَ معناه ..
  • ولم يسبق بحرف جر ..

نحو: (سأُقابِلكَ بعدُ)، أي (بعد العشاء) أو (بعد حدود المدينة) أو غيرهما، وحُذِفَ المضاف إليه ولكن نُويَ معناه.

وكذلك المثال إذا أبدلنا (بعد) بـ (قبل) فيكون: (سأُقابِلكَ قبلُ) وتنوي إضافة مقدرة.

  1. ويكون مبنيا على الضم في محل جر بحرف الجر، إذا:
  • حُذِفَ عن الإضافة ..
  • وحُذِفَ المضاف إليه لفظا، ونُوِيَ معناه ..
  • وسُبِقَ بحرف جر ..

نحو قوله تعالى: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}[5]، فهناك مضاف إليه مقدر محذوف بعد {قَبْلُ} وبعد {بَعْدُ}.

 

تذييل في قوله تعالى:

{لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}، من الملفت وجود ثلاث قراءات لها:

  1. القراءة المعروفة كقراءة السبعة، إذا حُذِفَ عن الإضافة، وحُذِفَ المضاف إليه لفظا، ونُوِيَ معناه، وسُبِقَ بحرف جر، فتكون الحالة البناء على الضم: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}.
  2. وقرأ الجَحْدَرِيُّ والعُقَيْلِيُّ بالخفض بدون تنوين، بأن يسبقها حرف جر ويحذف المضاف إليه ويُنوى معناه: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلِ وَمِن بَعْدِ}، وقال ابن هشام فيها: (أي: من قبلِ الغَلَبِ ومن بعدِه)[6].
  3. ذكر ابن هشام في القطر[7] أن بعضهم قرأها خفضا بالتنوين، بأن يُقطعَ عن الإضافة، ويُحذِفَ المضاف إليه لفظا ومعنى، فتخفض بحرف الجر ولكنها تُـنَوَّن: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلٍ وَمِن بَعْدٍ}، وهي قراءة شاذة.

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

فواز سرحان

20 يناير 2016

9 ربيع الثاني 1437

 

[1] سورة الحديد: 17.

[2] سورة ق: 39.

[3] سورة التوبة: 70.

[4] انظر قطر الندى وبل الصدى مع كتاب نهج التقى للشيخ الكرباسي ص24، الطبعة الخامسة 1432 هـ.

[5] سورة الروم: 4.

[6] قطر الندى ص26.

[7] نفس المصدر السابق.

تعدد الروايات واختلافها في شهادة الصديقة الزهراء (ع)

بسم الله الرحمان الرحيم
📌 لماذا تعددت واختلفت الأقوال عند العلماء في تحديد تاريخ شهادة الصديقة المظلومة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) ؟

*…*…*…*

📍 لقد كتب علمائنا الأعلام ( رحم الله الماضين وحفظ الباقين )، كتبوا كثيراً حول تعدد مواسم ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء (عليها السلام)، وما هي العلة من تعدد تاريخ شهادتها ؟

📌 وفي الحقيقة هذا ما يُبين ويوضح عُظم ” ظُلامة مولاتنا الزهراء (ع) “.

📍 وهنا أختصرُ كلام علمائنا الأعلام، راجياً من الله التوفيق والسداد ..

📍 إن من أسباب تعدد مواسم احياء ذكرى سيدتنا فاطمة (ع)، هو تعدد الروايات الكثيرة التي ذكرها المسلمون شيعةً وسُنة، وقد حصر الزنجاني الخوئيني الشيخ اسماعيل في موسوعته الكبرى عن فاطمة الزهراء (ع) الأقوال التي ذكرت شهادتها هي ( 21 ) قولاً ( ج15،ص33) وذكرهم عن قرابة (600) مصدر.

والذي اشتهر بين شيعة أهل البيت (عليهم السلام) هي ثلاثة أقوال:

١) القول الأول: الثامن من ربيع الآخر، أي أنها (سلام الله عليها) استشهدت بعد رحيل أبيها بـ (٤٠) يوماً، وقد ورد هذا القول في (54) مصدراً، ومنها ما نقله المسعودي في كتابه ( مروج الذهب ).

٢) القول الثاني: الثالث عشر من جمادى الأولى، أي أنها استشهدت بعد رحيل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) بـ (٧٥) يوماً، وقد ورد هذا القول في (108) مصدراً، وهذا ما رواه الشيخ الكليني (قدس سره) في كتابه ( الكافـي )، والشيخ المفيد (قدس سره) في كتابه ( الإختصاص )، وابن شهر آشوب في كتابه ( المناقب )، عن الإمام الصادق (عليه السلام): ” أنها عاشت بعد أبيها 75 يوماً “.

٣) القول الثالث: يوم الثالث من جمادى الآخرة، أي أنها (ع) استشهدت بعد رحيل أبيها (ص) بـ (٩٥) يوماً، وهذا القول ورد في (72) مصدراً.

وهذه الأقوال الثلاثة من الروايات هي الأقرب للواقع من أصل (21) قولاً.

📌 السؤال: لماذا هذا الإختلاف في تحديد اليوم ؟

يرى الباحثون والمفكرون صعوبة تحديد التاريخ، يأتي من الروايات المختلفة والمتعددة في توقيت شهادتها ( روحي لها الفداء )، وإلى اختلاف نسخ الروايات.

وقال بعضهم: أن ” التواريخ كلها كانت من المسموعات في تلك الأزمنة ولم تكن تدون أولاً بأول، إلا نادرا ” فمن الطبيعي أن هذه المسموعات تتعرض للنسيان مع مرور الأزمنة.

ويشير بعض الباحثين أن التدوين جاء متأخر في التاريخ الإسلامي، وشهادة مولاتنا فاطمة (ع) في صدر الإسلام الأول، قبل ظهور التدوين في القرن الثاني.

وقد ذكر كثير من العلماء أن منشأ الإختلاف بسبب الأحداث التي رافقت رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وما جرى من أحداث كبيرة وخطيرة، فكانت المدة مبهمة في مرضها حتى شهادتها، فالعلة من ذلك ” التكتم الإعلامي “.

وذكر علمائنا أن الإختلاف في شهادة الصديقة الزهراء (عليها السلام) يُشبه كثيراً علة وحكمة إخفاء قبرها الشريف، فقد اختلفت الروايات في موضع قبرها:

١) منهم من روى أنها دفنت في البقيع، قيل بالقرب من دار عقيل بن أبي طالب، وقيل مع ابنها الإمام الحسن(عليه السلام).

٢) ومنهم من روى أنها دفنت بين قبر النبي ومنبره، لقوله (ص): ( بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ). وقد رواه الشيخ الصدوق في كتاب (معاني الأخبار)، وقال عن الرواية: لأن قبرها – أي الزهراء – بين القبر والمنبر .

٣) ومنهم من روى أنها دفنت في بيتها، فلما زاد بنو أمية في المسجد صارت من جملة المسجد. فقد قال السيد ابن طاووس: ( الظاهر أن ضريحها المقدس (ع) في بيتها المكّمل بالآيات والمعجزات، لأنها أوصت أن تدفن ليلاً ولا يصلي عليها من كانت هاجرة لهم إلى حين الممات، وقد ذكر حديث دفنها وستره عن الصحابة، البخاري ومسلم فيما شهدا أنه من صحيح الروايات ..ألخ ) اقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ص ١١١.

فالسلام على الصديقة المظلومة الشهيدة، المجهولة قدرا، والمدفونة سرا، والمخفية قبرا، أُم أبيها المُمتحنة فاطمة الزهراء عليها السلام ..

خادم الآل
الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الثامن من ربيع الآخر ١٤٣٧ هـ.

حلق اللحية حرام على طاولة الإسلام الحنيف

هل هناك مبرر شرعي لحلق اللحية ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
السؤال يقول:
بأن شخصاً أراد أن يتقدم لوظيفة في إحدى الشركات أو المؤسسات ولأنه أراد إجراء المقابلة مع الشركة فقد قام بحلق لحيته بغية الحصول على الوظيفة, هل هناك مسوغ أو مبرر شرعي لهذه الحالة ؟

بسمه تعالى

في فرض السؤال والتسبب للإسترزاق بحلق اللحية فهو حرام والرزق على الله محتوم, نعم هناك مانع شرعي في استئصال اللحية وما عبروا عنها بالكريمة.

المانع الأول: لقد صرح به القرآن العظيم قال تعالى: (( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ففي هذه الآية نجد النهي عن حلق اللحية لأن النبي(ص) حرم استئصالها وجعلها من المثلة وإليك النص النبوي بسنده، قال محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي المتقدم عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب(ع) قال: قال رسول الله(ص): ( حلق اللحية من المثلة ومن مثل فعليه لعنة الله)، فما رأيك فيمن لعنه الله ورسوله فطبيعي انه بعيد عن رحمة الله، وإليك هذه الآية الدالة أيضاً على حرمة حلق اللحية إذ انها متبوعة برواية معصومية صادقة، قال تعالى: (( واتبع ملة ابراهيم حنيفا )) ففي تفسير القمي أعلى الله مقامه عن الصادق(ع) قال: أنزل الله على إبراهيم الحنيفية أي الطهارة وهي عشرة شيء _ محل شاهدنا وعن الإطالة _هو أخذ الشارب وإعفاء اللحية، وفيه عن الصدوق عليه الرحمة عن الإمام الصادق(ع) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله(ص): ( حفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا بالمجوس ).

هذا ما أوردناه آية و رواية.

وأما على صعيد آخر قال الشاعر العربي:
من حلقت لحية جارٍ له

فاليسكب الماء على لحيته

عنى الشاعر التعدي على كرامات الناس إلا أنه جعل قمة الخطر هنا بحلق اللحية، إذ إنها كيان عظيم شريف إسلامي، وقالوا الكناية ابلغ من التصريح، فكنى بالخطر عن اللحية إذا حُلقت، لو رأيت عالماً دينياً يحلق لحيته هل تصلي معه؟؟ لا تصلي معه طبيعياً، لأنه يحلق لحيته.

وإليك من بعض فتاوي العلماء الأعلام في تحريم حلق اللحية:

– قال الشيخ كاشف الغطاء: يحرم حلق اللحية ويستحب توفيرها.

– قال الشيخ يوسف رحمه الله وهو صاحب الحدائق البحراني في آخر كتاب الطهارة في الحدائق الناظرة: ويستفاد من هذه الأخبار فوائد إلى أن قال الثانية الظاهرة كما استظهره جماعة من الأصحاب تحريم حلق اللحية لخبر المسخ المروي عن أمير المؤمنين(ع) فانه لايقع المسخ إلا على ارتكاب أمر محرم بالغ في التحريم.

وفي الحقيقة والواقع الخوض في هذا الباب طويل جداً فأعرض عنه حيث لا يليق بهذا المختصر بسط الأخبار والفتاوى، وخير الكلام ماقل ودل.

قراؤنا الكرام وقبل الانسلاخ من هذا الموضوع، اعلموا أن المسألة في هذا المجال خلافية فكل يتبع رأي مقلده وهو عين الصواب وفقنا الله جميعاً إلى مراضيه انه سميع مجيب

بقلم المرحوم العلامة الشيخ جعفر الخال (قدس سره)

العرف طبع عام أم سلوك عام؟

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الاأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

العرف طبع عام أم سلوك عام؟

إن الذين عرفوا العرف حسب الرسم من عدة زوايا وعدة اعتبارات يجعلونه حسب إدراكهم له من وجه، يتم تداولها في أبحاثهم رؤية لهم..
فمنهم علماء النفس وهم ممن يراه بحسب ما ألفه الطبع العام وقبله واستأنس به بين الفئات حيث لا يكون الحكم إلا هو بحسب امتزاج الطبع فيه وفناء الآخر فيه.. ومنهم علماء الاجتماع يرونه سلوكا عاما بحسب الحكم عليه من جهة التسالم البيئي بين مكونات المجتمع لحفظ تقاليده وعاداته وأصوليات تسالمه وآخرين يرونه سلوكا تسببت به الظروف الخاصة التي تحيط نفس المجتمع لتتولد منه هذه العرفيات.
ومن الباحثين من يجمع بينهما حيث السلوك والطبع على نحو ترتبي لينتج عرفا ، ويرى بأن السلوك الشخصي المتأثر بالظروف المحيطة يأتي أولا ومن ثم ينتج عن ذلك استحسانا من المجتمع أو جماعة تألف طبيعتهم هذا السلوك حيث يتخذ سياق العقلاء واستحسانهم بحسب اعتبارات العادات والتقاليد حتى يولد العرف بعد الفناء التام لهذا السلوك والطبع في المعنى العرفي العام .
كيفما كانت التفسيرات من المتخصصين كل حسب اختصاصه إلا أنه لا يمكن بناء أي تشريع كان وضعيا أو شرعيا أو مناقشته وتقنينه إلا بالعرف العام لأن العرف الخاص الشخصي لا اعتداد به ولا يمكن أن تعمم قوانينه على فئات أخرى لا تتسالم مع هذا العرف أو التقليد.
والطبع العام تحكمه الطبيعة التي تصنعها الظروف والبيئة الطبيعة والطبع الخاص هو عبارة عن قدرات الذات الخاصة وإمكانياته الطبيعية بشكل عام بعيدا عن عوارضه الغريبة الخاصة ، والسلوك تحكمه الفلسفات والعقليات التي تدفع بالأشخاص والجماعات لاتخاذ تصرف معين أو سلوك خاص يشيع بعدها لتصبح العادات والتقاليد والموروثات، لذلك فإن السلوك العام متفرع عن الخاص حيث تم وضعه لا على التعيين الشخصي لشخص ما.
من هنا نلاحظ اختلاف اللحاظ بين علماء النفس وعلماء الاجتماع وعلماء الشريعة، فعلماد النفس جهتمهم الأثر والمؤثر ويدرسونها على نحو علاجي للفرد وتغييره ، وعلماء الاجتماع يدرسونها على نحو الحوادث الاجتماعية والمتغيرات العرضية لا على التعيين، و نظرا لكون الدين الاسلامي حال بزوغ شمسه قد غير الكثير من العادات والتقاليد عند العرب وغيرهم مما كانت تدمر المجتمع وتقوده للسلبيات فإن المتشرعة يحكمون على الأعراف بمنظور علم الاجتماع علي نحو منقح دينيا وتربويا.
أما عن علماء الشريعة فإنهم يدرسونها فيما إذا تعلق الحكم الشرعي به كوجود المقتضي ووجوبيات مختلفة او امتناع شرعي عن المحرمات، فعلى هذا يكون اللحاظ الشرعي أعم بحسب المقتضى الحكمي والحاجة للتشريع عند الناس فإنه يلجأ للتشخيص العرفي بعدة لحظ مختلفة سنطرق إليها في محلها إن شاء الله..
من هنا ذهب المتشرعة إلى كونه أعم من الطبع والسلوك بالإمكان الخاص من حيث الوجوب أو الامتناع بمنظور الشريعة السمحاء ومنظور المصلحة والمفسدة العامتين حال تعلق الحكم الشرعي بها..
والحمد لله رب العالمين

عباس العصفور
النجف الأشرف

صلة الأرحام .. تجسيد للعلاقات الإجتماعية

رواية ودرس 7

📌 روي عن الإمام الباقر (ع): صلةُ الأَرحام تُزكي الأعمال وتدفعُ البَلوى، وتنمي الأموال وتيسر الحساب وتنسيء في الأجل.  

📍 تجسيدُ العلاقات الإجتماعية يتمثلُ في ” صلة الأرحام “، وهي مما أكد الله تبارك وتعالى عليها في كتابه الكريم، وأهل البيت (عليهم السلام) في أحاديثهم الشريفة.

فالصلةُ تُوجِبُ الذكرَ الجميل في الدنيـا، ورفيعَ الدرَجاتِ في الآخرة، فهي من الفروض العينية، وتركُها عُدَ مِنَ الكبائِر الموبِقة.

🚩 يكفينا أن القرآن الكريم يؤكد لنا ويوجّهُ جميع الناس إلى احترام رابط القرابة الإنسانية حتى لو بَعُدَتِ الأنساب وتعددتِ الأطياف واللُغات، فقال جل وعلا: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) وقال سبحانه: ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه ).

إذاً صلة الأرحام هي أثرٌ من آثار التقوى، وهي من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى لأنها من آثار التوحيد، ولذلك قُرِنَت به في الذكر.

فَلِذا صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، قال رسول الله (ص): “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.

حتى لو كان غير مسلم فلَهُ حقُ الصِلَة، مراعاةً لقربيتِهِ، وخصوصاً الوالدين.

ولهذا بر الوالدين وصلة الأرحام يهونان الحساب.

فعن الإمام الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص): “بر الوالدين وصلة الأرحام يهونان الحساب، ثم تلى: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ )”.

فإنَّ لِصلة الأرحام آثار عظيمَةٌ جِداً بما دلت عليه الروايات الشريفة، فإنها تزكي الأعمال، وتدفعُ البلوى، وتزيد في العمر، وتوسع في الرزق، وتدفَعُ عن الواصِل ميتَةَ المكروه والمحذور، وإنها تغفر الذنبَ وتُكَفِرُ الخطايا، وتيسر الحِسَاب.

فقد أوصى رسول الله (ص) على صلة الأرحام فقال (ص): ” أوصي الشاهد من أُمَّتي والغائِب منهم، ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يومِ القِيامةِ، أن يَصِلَ الرحم وإن كانت منهُ على مسيرة سَنة، فإن ذَلِكَ مِنَ الدين”. 

وفقنا الله وإياكم إلى الطاعة وأبعدنا وإياكم عن المعصية.

خادم الآل

الميرزا زهير الشيخ محمد الخال

يوم الجمعة ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ

الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

الإخلاص

قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[1].

الإخلاص في اللغة: هو التفاني والصفاء، وقال في الرائد: (أخلص له النصيحة أو المودة: قدمها خالصة خالية من الغش).

واصطلاحا: قيل هو تجريد العمل وتصفيته من كل شائبة مع قصد القربى، وقيل أنه تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين – وهو أقرب – أي لا يلاحظ في عمله غير الله، ويمكن أن يتعدد التعريف الإصطلاحي حسب النظر (بلحاظ أو بآخر).

ونريد أن نلقي نظرة على الإخلاص من ثلاث جهات:

  • الإخلاص في التوحيد.
  • الإخلاص في الأحوال.
  • الإخلاص في الأفعال.

أولا: الإخلاص في التوحيد:

إنما صار أولا لأنه أُسِّ العقيدة والفكر، فبدون التوحيد لا يقبل الله عملا، جاء في الخطبة الأولى لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة: (أَوَّلُ‏ الدِّينِ‏ مَعْرِفَتُهُ‏‏)[2]، فلا يمكن تصور مسلما عنده خلل في التوحيد، فكيف يكون مخلصا؟

وقد قُسِّم التوحيد لأقسام ثلاثة:

  • توحيد الذات.
  • توحيد الصفات.
  • توحيد الأفعال.

ولكُلٍّ تعريف وشرح في محله، وإنما الإشارة هنا إلى مراتب الإخلاص، التي تبدأ بالتوحيد والإعتقاد الصحيح السليم، والإخلاص في كل قسم من أقسام التوحيد يكون بالبحث والإعتقاد السليم، لضرورة معرفة الـمُنعِم التي تؤثر على قلبه واعتقاده.

ثانيا: الإخلاص في الأحوال:

مصدر الحال هو القلب الذي هو بيت الإعتقاد، والأحوال واقعا تَـمَوّجات باطنية ونفسية وليس لها ظهور خارجي إلا انعكاس الحال، كالمزاج فإنه أمر باطني ولكنه ينعكس على الخارج.

ولا يعرف معنى الأحوال إلا المراقب لنفسه، المحاسب لها، الزّاجِر لها عند القبيح، الشّاكِر لله عند الحَسَن. فالـمُشارطة والمراقبة والمحاسبة والمؤاخذة أُمور مفيدة جدا لترقي الإنسان في ايمانه، لأنه يصبح بذلك مراقبا لأحواله، حاضرا في كل أوقاته.

والإخلاص في الأحوال يطرد الغفلة من القلب، ويضع مكانها الذكر {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[3]، وبهذا لا يصير للشيطان مكانا في قلب الإنسان.

ورد عن الصادق (ع) أنه قال: (الْعِلْمُ أَصْلُ كُلِّ حَالٍ سَنِيٍّ وَ مُنْتَهَى كُلِّ مَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ وَ لِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ (ص): [طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ] أَيْ عِلْمِ التَّقْوَى وَ الْيَقِينِ.

وَقَالَ عَلِيٌّ (ع): [اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ لَوْ بِالصِّينِ] وَ هُوَ عِلْمُ مَعْرِفَةِ النَّفْسِ وَ فِيهِ مَعْرِفَةُ الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ قَالَ النَّبِيُّ (ص): [مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ] ثُمَّ عَلَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَا لَا يَصِحُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِهِ وَ هُوَ الْإِخْلَاص‏)[4].

تأملوا في تعليقة الإمام الصادق (ع) على كل رواية، عندما نقل فريضة العلم على كل مسلم، قال علم التقوى واليقين، أي له مدخلية في القلب والحال، ثم عن طلب العلم ولو في أقاصي الأرض كالصين، قال معرفة النفس ومعرفة الرب، وأخيرا عند من عرف نفسه فقد عرف ربه، قال الإخلاص علم لا يصح العمل إلا به.

والخلاصة أن الإخلاص في الأحوال ليس له تعريف تام نستطيع سبكه، ولا معادلة رياضية نسردها، بل أحوال باطنية، يعرفها أهل المراقبة.

ومن هنا ندخل للقسم الثالث:

ثالثا: الإخلاص في الأفعال:

والفعل من نتاجات الحال، فمن كان غافلا، ففعله لمن؟ لله؟ أم لنفسه؟

لنتصور حال الغافل في صلاته، الذي يصلي وقلبه ليس متوجها لله، وليس له حضور في الصلاة ..

من الممكن أن تكون صلاته لعادة إعتادها، فلو لم يُصلِّ أحس بنقصا، فهو يصلي لنفسه، لطرد الإحساس بالنقص.

ومن الممكن أن تكون صلاته لإسقاط التكليف عن ظهره، فهو متعب لوجود تكليف، ونفسه ترتاح إذا صلّى، وكذلك يُصلِّي لنفسه.

وهناك حالات كثيرة فيها غفلة تبعد الإنسان عن ربه في حال صلاته، والمطلوب أن يكون الإنسان حاضرا في صلاته ومتوجها لربه، والإخلاص في جميع الأحوال الذي قلناه مسبقا هو الذي يجعل العمل مخلصا لأنه متوجه لربه في كل حال.

ورد عن الرضا (ع): (رُبَّمَا لَمْ يُرْفَعْ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا النِّصْفُ أَوِ الثُّلُثُ أَوِ السُّدُسُ عَلَى قَدْرِ إِقْبَالِ الْعَبْدِ عَلَى صَلَاتِهِ وَ رُبَّمَا لَا يُرْفَعُ مِنْهَا شَيْ‏ءٌ تُرَدُّ فِي وَجْهِهِ كَمَا يُرَدُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ وَ تُنَادِي ضَيَّعْتَنِي‏ ضَيَّعَكَ‏ اللَّهُ‏ كَمَا ضَيَّعْتَنِي وَ لَا يُعْطِي اللَّهُ الْقَلْبَ الْغَافِلَ شَيْئا‏)[5]، انظر كيف ترفض الصلاة من الغافل وهذا المعنى موجود في روايات عديدة، وكيف ختم الإمام كلمته (لَا يُعْطِي اللَّهُ الْقَلْبَ الْغَافِلَ شَيْئا).

والخلاصة أن العادة والغفلة وبعض الأمور التي تفسد أحوال القلب وتوجهه لله تعالى، تفسد العمل أيضا، ولا يخفى أن الإخلاص لا يناله إلى ذو حظ عظيم وعمل جسيم ومجاهدة كبيرة، متتالية ثم متتالية.

ورد في منية المريد: قَالَ (ص) مُخْبِراً عَنْ جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ:‏ (الْإِخْلَاصُ‏ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِي اسْتَوْدَعْتُهُ قَلْبَ مَنْ أَحْبَبْتُ مِنْ عِبَادِي‏)[6].

والحمد لله رب العالمين

 

11 يناير 2016

29 ربيع الأول 1437

[1] البينة: 5.

[2] نهج البلاغة ص39 (الخطبة الأولى).

[3] الرعد: 28.

[4] مصباح الشريعة ص13، الباب الخامس في العلم.

[5] الفقه المنسوب للإمام الرضا (ع) ص103.

[6] منية المريد ص133(فصل 2 ما روي عن النبي ص والإخلاص).