أرشيف التصنيف: الكتاب والسنة

التطبيق الخامس

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

لماذا الله سبحانه و تعالى أختار صفتي الرحمن الرحيم و أقسم بهما دون غيرهم من الصفات *

التطبيق الخامس من سورة البقرة ووصلنا إلى آيات رقم ١٧،١٨،١٩.

وهي شمول و هيمنة آية البسملة بما فيها من صفتي الرحمن و الرحيم و باقي مفرداتها لما يأتي بعدها من الآيات .

و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بالتفسير الموضوعي  بالاستقراء في آيات الموضوع.

وصلنا لآيات الأمثال حيث يمثل لنا الله سبحانه و تعالى حالة المنافقين .

 تصدى لهذا التفسير جمع من العلماء بشكل تفصيلي مثل الزمخشري في كتاب الكاشف وهو مختص في علم البلاغة ، و البلاغي في كتاب آلاء الرحمن ، و السبحاني في كتاب الأمثال في القرآن .

 الأولى:  {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}(١)

يقصد في هذا التمثيل حال المنافقين الذين سعوا و ذهبوا و سكنوا في حواضن نور الإيمان ولكن لم يستفيدوا من هذا النور و لم يضيء لهم قلوبهم فسعيهم و ذهابهم إلى الحواضن كالذي استوقد نارا ولم يستفد من نور النار لأن الله لا يهدي و لا يساعد من كان لا يريد دخول الإيمان في قلبه {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (٢)بينما يساعد من كانت إرادته دخول نور الإيمان في قلبه {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) }(٣)أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} و هاتان الآيتان قد سبقتا هذه الأمثال هكذا نجد الربط بالآيات السابقة في المثل الذي ضرب لنا عن حالة المنافقين بالرحمة التعليمية و من خلال هاتين الآيتين تبين لنا معنى نهاية الآية التي نحن في صدد بيانها وهي{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}(٤)

الثانية:  {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}(٥)

بين الله سبحانه بقوله كصيب و يقصد به المطر الذي ينزل من السماء و يريد تمثيله على نعمة الإيمان ولكن هذه النعمة لا يستفيد منها المنافق لأن نورها كالبرق سريع الفوت لا يمكن الإستفاده منه مع كثرته فيضل حائرا في الظلمات ويخاف من كل صيحة إيمان التي شبهها القرآن بالرعد وبين حالته من الخوف و عدم الإصغاء عبر وضع أقفال الأمراض القلبية من حسد و تكبر الذي زاد سوءها بأعماله من نميمة و كذب و خداع و لكن الله محيط بالكافرين. 

وهذه الأمثال و الصفات التي كلمنا الله بها تعني  المنافقين ولكنهم لا يفقهون خطابه لأن الله {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}(٦) و في آية أخرى سبقت هذه الآية{  خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (٧)و لكن يخاطبنا بالرحمة التي بدأها في البسملة من باب الرحمة التعليمية كما قال في بداية سورة البقرة {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} .(٨)

——————————————————————

*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.

1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 – البقرة : 17,18,19,4,5,.

حوارية اليوم الثلاثين

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل :بالأمس تكلمنا عن خلق الرسول صلى الله عليه وآله حين ذكرت إليكم الآية ٤ من سورة القلم قول الله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } ، هلا أكملتم لنا عذب الحديث عن المصطفى صلى الله عليه و آله؟

الشيخ: وصلنا إلى ٧-ج- لازال الإمام الحسن يصف منطق رسول الله صلى عليه و آله فوصلنا إلى قوله :( يفتتح الكلام ويختمه بالثناء) و هذا واضح في النصوص وخاصة الخطب الطويلة ، وواضح عند المعصومين عليهم السلام.

د- ويكمل الإمام عليه السلام وصف منطق نبينا صلى الله عليه و آله: (رؤوفا ليس بالجافي و لابالمهين) و قد مر علينا هذا المعنى في وصف الإمام علي عليه السلام (ألينهم عريكة) و يضاف على هذا الكلام إن الجافي هو الفض  والإمام عليه السلام نفى ذلك، أي أن منطقه جذاب لا ينفر منه طبع الإنسان ، و بعبارة أخرى كان دمثا، و (لا بالمهين )أي ليس بمغرور لا مستخف بالناس، و هو أكبر مصداق لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} .

ر- و يسترسل الإمام عليه السلام و يقول: ( تعظم عنده النعمة و إن دقت لا يذم منها شيء) في منطقه التعظيم لنعمة ربه، و إن أُكل منها أو ليست لذيذه لا تجد في كلامه ذم .

٨-أ-عن الحسين عليه السلام : (سألت أبي عليه السلام عن مدخل رسول الله ، فقال : كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذا، فإذا آوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله تعالى ، وجزء لأهله وجزء ثم جزء و جزءه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم منه شيئا).

التنظيم داخل المنزل من الأمور المهمة و تقسيم الحقوق والواجبات ، والرسول صلى الله عليه وآله من خلقه اتصاله مع رب العالمين في وقت ، و الجلوس مع أهله في وقت ، و الجزء الأخير يقسمه مع عامة الناس و الخواص، ولا ننسى بين كل هذا الانشغال وقت يرتاح فيه من العمل.

ب- ثم قال الإمام علي عليه السلام لابنه الحسين عليه السلام : (وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فينشغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول : ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، و أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة ، لا يذكر عنده إلا ذلك.

بعد تنظيم الجزء الذي فيه الأمة يسأل عن حاجة أهل الفضل كل حسب أفضليته ، و يؤثر حوائج الناس على نفسه ، وينصح الحاضرين بإخبار الغائبين لكي يراجعوا الرسول صلى الله عليه وآله ، ويطلبون حاجتهم، و اهتمامه بأهل الفضل لتسود الفضيلة في المجتمع ويزدهر، و يعلمنا الرسول إكرام العلماء لأنهم هم الطاقة لبناء حضارات القيم.

ج- ثم قال الإمام علي عليه السلام لابنه الحسين عليه السلام عن صفات نبينا صلى الله عليه و آله:(لا يقيد من أحد عثر) و هذا محل إبتلاء بعض الناس حيث لا يجعل خطأ الرجل مقيدا لذلك الرجل، و بطريقة أو بأخرى لا يحسسه بخطئه و يستر عليه، و يرفع ما في نفس ذلك الرجل من قيود ، السلام عليك يا رسول الله ترفع عنهم حتى الحالات النفسية.

د- ثم قال الإمام علي عليه السلام لابنه الحسين عليه السلام واصفا الجزء الأخير  من التنظيم و هو جلوسه مع أهل الفضل: ( يدخلون روادا ، ولا يفترقون إلا عن ذواق ، ويخرجون أدلة)

يدخلون أهل الفضل يتعلمون من علمه و يحسون بحلاوة العلم ثم يخرجون أدلة للناس يعلمونهم ما علمهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

٩-ثم سأل الإمام الحسين عليه السلام أباه عليه السلام فقال:(فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله كيف كان يصنع فيه ؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله يخزن لسانه إلا عما يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ، ويوليه عليهم ، ويحذر الناس و يحترس منهم ، من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه ، ويسأل عما في الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهيه ، معتدل الأسر ، غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا ، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس : خیارهم أفضلهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .

وإذا خرج للناس تفيض منه أخلاقه التي جمعها علي عليه السلام في (لين العريكة) و جمعها الحسن عليه السلام  حين وصف نطقه(رؤوفا ليس بالجافي و لابالمهين). 

وهنا تفصيل العبارتين و لا يستطيع الإنسان إلا أن يعيد التعداد مرات و مرات من حلاوة التفصيل،

و إن كان الأول في العشرة، و الثاني في منطقه حين الكلام ،و الثالث في خروجه من الدار، و كلام هنا في الأخير.

أ-(يؤلفهم و لا ينفرهم) و أفضل مصداق للألفة حين آخى الأنصار مع المهاجرين حتى أنهم أقتسموا كل شيء بينهم، قال تعالى: { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، و قبل ذلك آلف بين الأوس و الخزرج و لا يخفى عليكم ما جرى بينهم، و حرب البسوس التي أستمرت معهم لأربعين سنة، والنفور الذي صار بينهم، إلا أن النبي محمد صلى الله عليه و آله آخى بينهم.

ب-(ويكرم كريم كل قوم ، ويوليه عليهم) يعطي أكرم من يكون في مجموعة أو طائفة أو قوم الولاية عليهم.

ج-(يحذر الناس و يحترس منهم، من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه)

– عن الصادق  (عليه السلام): (العقل يوجب الحذر، الجهل يجلب الغرر).

د- ( يتفقد أصحابه ، ويسأل عما في الناس)

حاكم الدولة الإسلامية لا ينتظر الناس تشتكي هو يبحث عن النقص ويسده.

ر-(يحسن الحسن و يقويه ، ويقبح القبيح و يوهيه)

س-(معتدل الأسر ، غير مختلف )

ل-(لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا)

و-(ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس)

ك-(خيارهم أفضلهم عنده و أعمهم نصيحة للمسلمين).

والحمد لله رب العالمين.

حلية الأبرار ج١ ص١٧٤

النحل:١٢٥

الحشر:٩

ميزان الحكمة ج٣ ص٢٠٣٣

حوارية اليوم التاسع و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : في الجزء التاسع و العشرين في سورة القلم الآية ٤ قول الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }

هلا تكلمت عن النبي محمد صلى الله عليه و آله؟

١- عن أمير المؤمنين عليه السلام و هو يصف رسول الله صلى الله عليه و آله قال :( أكرم الناس عشرة).

و المقصود بذلك أكرم الناس للتعايش معه، سباق للعطاء في كل شيء.

٢- ثم قال عليه السلام وهو يصف النبي الأكرم صلى الله عليه و آله: (و ألينهم عريكة) ، ويقصد بذلك سلس في التعامل و المعاملة، و رحيم يعفو عمن ظلمه ، و يستغفر لغيره، و متوكل على الله .

 و لين العريكة هو ما يقابل الفض و الغليظ، قال الله تعالى في كتابه يصف لين عريكته و ما يقابله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

٣-  و روي أنه قال عليه السلام في وصف نبينا صلى الله عليه و آله : (أجودهم كفا) ، الكرم عنده صلى الله عليه و آله أكثر من الناس حتى نزلت فيه آية بهذا الشأن .

  • عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قَالَ: فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)كَانَ لاَ يَرُدُّ أَحَداً يَسْأَلُهُ شَيْئاً عِنْدَهُ،فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ فَلَمْ يَحْضُرْهُ شَيْءٌ،فَقَالَ:«يَكُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَعْطِنِي قَمِيصَكَ؛ وَ كَانَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)لاَ يَرُدُّ أَحَداً عَمَّا عِنْدَهُ [1]،فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لاٰ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ وَ لاٰ تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ الْآيَةَ،فَنَهَاهُ أَنْ يَبْخَلَ أَوْ يُسْرِفَ وَ يَقْعُدَ مَحْسُوراً مِنَ الثِّيَابِ.

قَالَ:فَقَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «الْمَحْسُورُ:اَلْعُرْيَانُ»

٤-  و بعدها قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف نبينا صلى الله عليه و آله: ( من خالطه بمعرفة أحبه) ، المخالطة مع الناس عادة تعرفك عنهم السلب و الإيجاب ، و يمكن لهذه المعرفة أن تقربك و يمكن أن تبعدك ، و لكن في معرفة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم معرفة الكمالات، فهو أكمل الخلق في الوجود، و معرفتنا به رقي لنا إذا عملنا بتعاليم النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم ، و تحاورنا هو سعي لتدارسه  صلى الله عليه و آله ، و أكثر شخصية عرفت النبي هو  أمير المؤمنين عليه السلام .

– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)قال: (يا علي، ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا ).

– عنه (صلى الله عليه وآله)قال: (يا علي، ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري ).

– عنه (صلى الله عليه وآله)قال: (ما عرفك يا علي حق معرفتك إلا الله وأنا ). 

و جاء في الدعاء حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء وذكر أن الشيخ -الطوسي-قدس الله روحه أملاه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام:

اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك، فإنك إن لم تعرفني رسولك، لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك، ضللت عن ديني.

٥- عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد وصفه صلى الله عليه وآله بمخالطه و معرفة قال:(من رآه بديهة هابه) الرؤية بدون معرفة يدخل في القلب الهيبة من النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم لما يحمله من شحنات إيمانية.

٦- قال عليه السلام : (عزه بين عينيه، يقول باغته:  لم أرى قبله ولا بعده مثله ،صلى الله عليه و آله).

أي يظهر العز في وجهه لمن لا يعرفه و باغته أي لمن رآه فجأة.

٧ -سئل الإمام الحسن بن علي عليهما السلام عن منطق رسول الله صلى عليه و آله فقال :

أ-(متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليست له راحة ، ولا يتكلم في غير حاجة).

الوظيفة التي أوكله الله أليه و هو هداية البشرية لا تقف عنده أسوار المدينة و ليست موقتة في زمان حياته، و هو يعلم بما يجري بعده، و أعد خطة التصدي، و أولها لأمير المؤمنين عليه السلام في وصيته : (فاصبر وكف يدك ولا تلق بيدك الى التهلكة) ، و آخرها لقائم آل محمد عجل الله فرجه سهل الله مخرجه، و في عدة آيات خاطب الله الرسول صلى الله عليه و آله مواسيا له لما يحمله من ثقل الرسالة، قال الله تعالى : {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} أي لا تهم نفسك لمن لا يؤمن.

ب-ثم قال الحسن عليه السلام يصف  جده صلى الله عليه و آله و سلم: (يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير). 

كلام الملوك ملوك الكلام حجته و برهانه في الكلمات المطلقة التي تحتها كثير من الأحكام المفصلة دون زيادة أو نقصان و بتفصيل .

وكلامه له طعم إذا تكلمنا عن أخلاق النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و لكن إحصاءه صعب و نكتفي بهذا القدر خوفا من الإطالة.

و الحمد لله رب العالمين.

حلية الأبرار  ج١ ص١٦٥

آل عمران: ١٥٩

الإسراء:٢٩

تفسير القمي ج٢ ص١٨

موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ج٨ ص١٨٥

بحار الأنوار ج٥٣ ص١٧٨

كتاب سليم بن قيس ص١٣٤

الكهف :٦

حوارية اليوم السادس و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : سورة الأحقاف تبدأ بحروف مقطعة، وهناك سور أخرى أيضا، فما هي أسرارها؟

الشيخ: إن أسرار الحروف المقطعة  عند الله وعند أهل بيت النبوة عليهم السلام لأنهم موضع الرسالة، و محال معرفة الله كما جاء في الزيارة الجامعة ، ومن المعلوم بأن حروف القرآن المقطعة أتعبت العلماء
لاكتشاف سرها، و القدر المتيقن أن الحروف الهجائية لها قيمة عالية لأنها باب من الأبواب إلى  العلوم و معرفة النظام الإلهي، فإذا قال الله عزوجل: {حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}، يعني بالحروف نزل القرآن الكري،م و اجتمعت  أئمة أهل اللغة القرآنية أنها أسماء، و تلفظ حين القراءة كل حرف لوحده هكذا حاء ميم و يسكن آخره، و هناك محاولات وصلت إلى عشر آراء، المتيقن منها أنها أسماء لله، و هي مأثورة عن أهل البيت عليهم السلام، وهناك تأويل مأثور أيضا عنهم لأحداث غيبية، ومع ذلك يبقى ذكر هذه الأسماء فيها جنبة كبيرة من السرية أعطاها الله إلى أوليائه صلوات الله عليهم، و يرشد إلى ذلك انقطاعهم بدعاء يسألون الله بفواتح السور، ويرمز إلى أن لها منزلة عظيمة.

السائل : هل هناك موعظة في آيات الجزء السادس و العشرين؟
الشيخ : هناك ظاهرة يبتلى بها بعض المؤمنين، و يمكن أن يمسنا شيء منها، وهي ظاهرة تفوت علينا الكثير من الأمور، و يمكن أن تكون للبعض  بابا للمعصية، وهي: عدم الصبر، التي خاطب بها الله عزّ وجل الرسول صلى الله عليه و آله من باب أخاطبك و أعني بذلك أمتك، في نهاية سورة الأحقاف الآية ٥٣: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}.
إن الله أعطى قيمة كبيرة لفضيلة الصبر، إلى إن قال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، و الله مع المؤمنين الذين فيهم هذه الفضيلة، في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}،  ورجح رسول الله صلى الله عليه و آله كفة ميزان الصابر على أعمال جمع المؤمنين في قوله :( لئن تصبروا على مثل ما أنتم عليه أحب إلي من أن يوافيني كل امرئ منكم بمثل عمل جميعكم) ، و اعتبرها الإمام علي عليه السلام بأحسن خاصية في الإيمان، وبأشرف خلق في الإنسان في قوله :(الصبر أحسن خلل الإيمان و أشرف خلايق الإنسان)، و جعلها المسيح عليه السلام غاية للوصول إلى ما نحب كحب الباري عزّ و جل في قوله:(إنكم لا تدركون ما تحبون إلا بصبركم على ما تكرهون)، و من أراد الوصول إلى الكمال جعل إمامنا الصادق عليه السلام الصبر شرطا في قوله:(لا ينبغي لمن لم يكن صبورا أن يعد كاملا) ، و إن سجية الصبر ترشدنا إلى الخير الكثير كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله: (في الصبر على ما يكره خير كثير) حتى جعله مساويا للإيمان في قوله :-لما سئل عن الإيمان – قال : الصبر)، و عبر عنه الإمام علي عليه السلام بواسطة للوصول إلى المراد في قوله:( الصبر مطية لا تكبو) ، وعبر عنها رسول الله صلى الله عليه وآله إنها السد المنيع عن الدخول في حالة نفسية من قوة المصائب والعضد لتخطيها ، في قوله: (الصبر ستر من الكروب، و عون على الخطوب) ، و كم من رجال تشد أليهم الأعناق بزينة أفعالهم و عبر عن ذلك الإمام علي عليه السلام: ( الصبر زينة البلوى) ، و كم من دول ثابتة كطود بالصبر كأن سجيتهم قول الإمام عليه السلام : (الصبر يرغم الأعداء)، و كأن سيدتي زينب عليها السلام مرآة لكلمات أبيها عليه السلام حين قال في مواطن متعدد عن الصبر: (الصبر يمحص الرزية)، (الصبر يهون الفجيعة)، (الصبر على البلاء أفضل من العافية في الرخاء)، وجعل الإمام عليه السلام الصبر أكبر قيادي في مسائل العقل في قوله: ( العقل خليل المرء، و الحلم و زيره ، و الرفق والده، و الصبر من خير جنوده).

و الكلام يطول في أقسامه و علاماته و نكتفي بهذا القدر.. و الحمد لله رب العالمين.

آل عمران:١٤٦
الأنفال:٤٦
مسكن الفؤاد: ص٤٧
غرر الحكم :ص١٨٩٣
مسكن الفؤاد :ص٤٨
تحف العقول:ص٣٦٤
مسكن الفؤاد:ص٥٠
الكراجكي /كنز الفوائد ج١/ص١٣٩
الإرشاد ج١ ص٣٠٠
ميزان الحكمة ص١٥٥٦،١٥٥٧

حوارية اليوم الخامس و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : هل هناك أثر فعلي لقراءتي في البيت ؟
الشيخ : نعم هناك آثار فعلية منها:
١- حضور الملائكة فيه و عدم دخول الشياطين.
٢-يتسع بالخير و البركة و السكينة.
٣- يضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض وهذه كناية على الرعاية الإلهية.
فعن النبي الكرم صلى الله عليه و آله: (نورّوا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود و النصارى ، صلّوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم ، فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره و اتّسع أهله و أضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدّنيا)، ولابد من التركيز في كثرة الخير فسببه ليس قراءة القرآن فحسب بل كثرة التلاوة، و نفرق بين الرزق الكثير واتساع الدار الموجبين لراحة العائلة و استقرارها، و من الرزق كثرة الولد وغيره لا يتوقف على المال، و إنما فرق في الاتساع لأهمية السعة في الأستقرار، فعن أمير المؤمنين: ( البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ، و إنّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عزّ وجل فيه تقل بركته، وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)، بإمكان أمير المؤمنين عليه السلام أن يسكت عن هجران الملائكة، و دخول الشياطين، ولكن ذكرهما لحتمية الهجران و عشعشة الشياطين.
السائل : سأجعل لي وقت طوال العام أقرأ فيه القرآن فمن جهة أُغذي روحي بالمعرفة ، و من جهة أخرى أجعل نفسي و بيتي و أهلي في رعاية الباري.

الشيخ : بارك الله فيك الرعاية الإلهية مؤثر فعلي يهيئ لنا أرضية الاستقرار، ولكن إرادتنا وأخلاقنا هو المتمم للسكينة، و عشرتنا لأهلنا بالمعروف مطلوبة ، جاء في قوله تعالى في سورة النساء  آية ١٩ : {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ، و حد قيمومة الرجل في الحياة الطبيعية التي ليس فيها نشوز هي العشرة بالمعروف .
و مما يؤثر على شخصيتنا بطريقة كونية الآية ٩٢ من سورة آل عمران: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }
وهذه واضحة في أن أنفاق ما تحبه يضاعفه الله إليك في الدنيا و الآخرة و لكن بشرط الآية ٢٩ من سورة الإسراء: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}.
ويمكنك أيها المحب مراجعة الروايات في
الكافي ج٢ ص٦١٠ حديث١،٣.

السائل : وفقنا الله وإياك للعمل الصالح و نور طريقك و زادك معرفة.

الشيخ : و أنتم كذلك، لقد تشرفنا بزيارتكم وانستونا باهتمامكم المعرفي.

حوارية اليوم الرابع و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : ما الآيات التي ستختارها لنا في الجزء الرابع و العشرين؟
الشيخ : نختار من سورة الزمر الآية ٤٢ {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .
و فيها الموت حق ومن الدلائل على الموت النوم و هو دليل و تنبيه بشكل يومي {لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } و فيها معرفة أن علاقة الجسد و الروح على ثلاث فروقات الأول في حال اليقظة إرتباط الروح بشكل قوي ، و في حالة النوم مسألة الإرتباط بين الجسد و الروح  في أضعف حالاته ، و الموت هو انعدام الإرتباط بشكل كلي.
و الكلام هنا ليس عن غفلة الموت فقط ، و إنما الكلام في تنظيم النوم الذي يأخذ من وقت الإنسان في اليوم (٢٤ساعة) بشكل طبيعي ٨ ساعات .
المسألة ليست بسيطة و إنما مرتبطة بثلث اليوم، هذا إذا انتظم الوقت، أما إذا لم ينتظم فهي متعلقة بكل الأسبوع لبعض الناس، بل الشه، و عند بعضهم الحياة كلها نوم، أي بدل أن يكون النوم مصدرا {لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }  يكون مصدرا لقوم غافلين .
و على كل حال نحن نتكلم عن ثلث وجودنا في الدنيا إذا كان الإنسان منظما، أما غير المنظم سنتحاور عن حياته لأن نصوص تنظيم النوم كثيرة، و مادة الباحثين فيها كبيرة تجعل الإنسان ينتبه لأهمية الموضوع و {لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.

أولا :الكلام في ذم عدم التنظيم و يمكن أن نستخرج تنظيم أوقات النوم ونتكلم عن آثارها الروحية و الجسدية  الدنيوية منها و الأخروية أيضا.

١-مسألة كثرة النوم:
-فعن الصادق عليه السلام: (إن الله يبغض كثرة النوم ، و كثرة الفراغ)، و قال عليه السلام : (كثرة النوم مذهبة للدين و الدنيا).

الكلام في هاتين الروايتين في ذم كثرة النوم ويمكن أن نزيد _ على ما تقدم_  سخط الله عزوجل، و من جهة أخرى: لا تجعل نفسك في موضع الفراغ من أي شيء، لا بد من ترك هذا المرض و هذه الآفة الاجتماعية البغيضة التي تضيع وظيفة علة و جودنا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، و العبادة هي : كل ما هو خير و غير مبعد عن رب العزة مثل طلب الرزق ، و طلب العلم ، و التهجد القرآني ، و صلة رحم، و إدخال السرور على مؤمن…الخ، والضابط أن نكون في وضعية القربة من رب العزة دائما في الأماكن المحببة لرب العزة .

٢ – أوقات النوم و أوقات اليقظة: و يوجد فيها آثار إيجابية بتنظيمها و آثار سلبية مضرة إذا لم تنظم .
أ-{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}.

-{أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

-{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }.

-{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.

-{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}..

في هذه الآيات منظومة إلهية جعلية مقدرة بين جسد و روح الإنسان و بين النوم و اليقظة {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، {لِّقَوْمٍ يَسْمَعُون}َ، و لقوم يشكرون، وهذا الجعل من النوم في الليل كي  يوجد السكينة  في القلب و الجسد ، لأن الجسد إذا لم يأخذ كفايته من النوم، أو لم يتماش مع النظام الإلهي الجعلي في و قت نومه يسبب الاضطراب الجسدي و القلبي و الروحي، و جعل في النهار اليقظة و طلب المعاش، و فيها اعتبارات أخرى: {وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِۚ}،{وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} ،{وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}، و كلها توحي للعبادة مثل طلب المعاش … وغيرها.
ومن تنظيم رب العالمين جعل السكينة في الليل ، و هي إما سبات أي نوم و إما لباس أي ستر، و المقصود من الستر هو السهر مع عُرسك، كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا }، و في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)}، و مفهوم قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}.
السكينة منها النوم في الليل الذي جعله الله سباتا، و السكن لقاء الزوج مع زوجته و كلاهما يؤثرن على عطاء الفرد في النهار أيضا.
و من المستثنيات ما جاء في قوله تعالى:
-{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}.
-{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
-{لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }.
-{۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
-{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}.
-{كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}.
-{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.

نعم من المستثنيات هي صلاة الليل، والتهجد بالقرآن، و طلب العلم.
و لكن باعتدال بين التكاليف حتى لا تحصل المزاحمة، و بيان ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم لصلاة الليل ، وقراءة القرآن، بتقسيم أوقات هذه العبادات في الليل فيبدأ بأدنى من ثلثي الليل ويترك، ثم منتصفه و يترك، ثم الثلث الأخير، و هذا التنظيم قرنه الله في هذه الآية بتقديره، بمعنى أنه من السكينة ، وهو من الرسول صلى الله عليه وآله و بعض المؤمنين شفاء للمرضى، و ظفر في الجهاد، و تمكين الرزق لمن سعى في النهار، و استقبال الجسم و العقل للعلم ، ويظهر هذا الاعتدال أيضا في تنظيم الوقت من كلمة {وَمِنَ اللَّيْلِ} وتعني بعض الليل، وكلمة {آنَاءَ اللَّيْل} .


-أما من استخف بالليل وقام بفعل منهي عنه يختلف مع  طبيعة الحال سيتسبب الاضطراب الجسدي و العقلي والقلبي.
– {سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} .
و الاضطرابات كثيرة منها سرعة الغضب، و نقص في قوة التفكير، وقلة في التركيز… وغيرها.
ب – إن الذي ينظم أوقات النوم و أوقات اليقظة مراعاة أوقات الصلوات الخمس الواجبة، فهذه الأوقات لو نام فيها إنسان سيؤثر على استقراره الاقتصادي لأن النوم فيها يورث الفقر، و النفسي كآفة النسيان و التي تجلب الغفلة والحماقة، وفي الطلوعين مما ذكرناه و نزيد عليه قورن بالزنا و سفك الدماء المحرمة، و هذا من أساليب النهي، وفيه آيات و روايات منها:
-{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ }.
-{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.
-{فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ}.

-فعن علي بن الحسين عليه السلام قال : (يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس فإني أكرهها لك ، إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد على أيدينا يجريها ).

-و عن قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (ما عجت الأرض إلى ربها عز وجل کعجيجها من ثلاثة : من دم حرام يسفك عليها ، أو اغتسال من زنا ، أو النوم عليها قبل طلوع الشمس ).

-وعنه صلى الله عليه وآله : (النوم من أول النهار رق، والقائلة نعمة، والنوم بعد العصر حمق ، وبين العشاءين يحرم الرزق ).

– عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : (النوم بين العشائين يورث الفقر ، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر ).

– عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : (إن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إني كنت رجلا ذكورة فصرت نسيا فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لعلك اعتدت القائلة فتركتها ؟ فقال : أجل ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : فعد يرجع إليك حفظك إن شاء الله ).
وهذه الروايات تنهى عن أوقات النوم،  وهي:
١-النهي بين الطلوعين.
٢-أول النهار.
٣-بين العشائين يعني بداية الليل.

و تستحسن الروايات نومة القيلولة المسماة بالقائلة، وهي قبل صلاة الظهر بساعة، أو نصف ساعة ، آثارها تقوية الذاكرة.
فإذا جمعنا آيات السبات، و الآيات التي فيها أوقات الصلاة، والاعتدال للسهر المنصوص عليه مثل العبادة بمختلفها، أو مع الزوج و الزوجة ، و مع روايات أخرى، حافظنا على التأثير الإيجابي، و تخلصنا من التأثيرات السلبية ، وعرفنا أوقات النوم، و بالتالي نظمنا ثلث حياتنا.

و مع معرفتنا بأوقات النوم ، هناك علاجات في نصوص أهل البيت عليهم السلام، و كلها تحافظ على التواصل مع الله ، و تجلب التأثيرات الإيجابية و تبعد السلبية :

العلاج الأول: النوم ونحن على طهارة حيث يصبح الفراش كمسجد وروح في عبادة رب العزة.

– عن قال الصادق عليه السلام : (من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات و فراشه كمسجده، فإن ذکر إنه على غير وضوء ، فليتيمم من آثاره كائنا ما كان ، فإن فعل ذلك لم يزل في الصلاة وذكر الله عز وجل ).

-روي أمير المؤمنين عليه السلام : (لا ينام المسلم وهو جنب، ولا ينام إلا على طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمم الصعيد، فإن روح المؤمن تُرفع إلى الله تبارك وتعالى، فيقبلها ويبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أمنائه من ملائكته فيردونها في جسدها ).

العلاج الثاني : عدم نوم الإنسان لوحده ، فإذا نام يقرأ الدعاء المأثور ليحفظ نفسه.
– فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام : يا علي (ثلاثة يتخوف منهن الجنون : التغوط بين القبور ، والمشي في خف واحد ، والرجل ينام وحده ) .
– عن الإمام الكاظم عليه السلام قال : من نام في البيت وحده فليقل : « اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي »  .

العلاج الثالث : النظافة فلابد قبل النوم من التنظيف.
– (كان النبي صلى الله عليه وآله إذا استاك استاك عرضة ، وكان يستاك كل ليلة ثلاث مرات : مرة قبل نومه ، ومرة إذا قام من نومه إلى ورده ، ومرة قبل خروجه إلى صلاة الصبح ، وكان يستاك بالأراك أمره بذاك جبرائيل).

– في خبر المناهي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : (لا يبيتن أحدكم ويده غمرة ، فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه ).غمرة يعني بقايا الطعام عليها.
– وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : (وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء).

العلاج الرابع : طريقة النوم.
– في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن النوم: على كم وجه هو ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : (النوم على أربعة أصناف : الأنبياء تنام على أقفيتها مستلقية وأعينها لا تنام متوقعة لوحي ربها عز وجل، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها على شمائلها ليستمرؤا ما يأكلون ، وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين).

العلاج الخامس: قراءة القرآن والدعاء بالمأثور عند النوم ، منها :

۔ عن الصادق عليه السلام قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد النوم يقرأ آية الكرس،ي ثم يقرأ هذا الدعاء : « بسم الله آمنت بالله وكفرت بالطاغوت اللهم احفظني في منامي وفي يقظتي » )

– وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا كنت تريد النوم فقل : « اللهم إني أشهد أنك افترضت على طاعة علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن مح،مد وموسى بن جعفر، وعلي بن موسی، و محمد بن علي، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي،  والحجة القائم، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ».

العلاج السادس: وهو علاج الخوف عنده النوم و من يفزع من النوم.
۔ عن الإمام الصادق عليه السلام قال : من يخاف عند النوم فليقرأ عشر مرات « لا إله إلا الله وحده لاشريك له يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت »، وأيضا يقرأ تسبيح السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
 – وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إذا خفت عند النوم أو استولى عليك مرض عدم النوم فاقرأ هذه الآية : « فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ، ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا » .
– عن الإمام الباقر عليه السلام قال : من يخاف من الأحلام فليقرأ عند النوم قل أعوذ برب الناس ، وقل أعوذ برب الفلق ، وآية الكرسي .

العلاج السابع : علاج الأرق  و الاستيقاظ في آخر الليل .
– عن الصادق عليه السلام : (من لم يستطيع النوم ، واستولى عليه الأرق فليقرأ هذا الدعاء : « سبحان الله ذي الشأن دائم السلطان كل يوم هو في شأن ») .
– عن علي عليه السلام قال : (إن فاطمة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الأرق ، فقال لها : قولي يا بنية : « یا مشبع البطون الجايعة، ويا كاسي الجيوب العارية ، ويا مسكن العروق الضاربة، ويا منوم العيون الساهرة، سگن عروقي الضاربة، وائذن لعيني نوما عاجلا » ).

– عن الإمام الصادق عليه السلام : (من نام وأراد أن يستيقظ في أي وقت من أوقات الليل فليقرأ هذه الآية : قال تعالى :{  قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا })

– عن أمير المؤمنين عليه السلام قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أراد شيئا من قيام الليل فأخذ مضجعه فليقل : اللهم لا تؤمني مكرك ، ولاتنسني ذكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، أقوم إن شاء الله ساعة كذا وكذا ، فإنه يوكل الله به ملكا ينبهه تلك الساعة ).

يونس : ٥٧
هود : ١١٤
الرعد: ١٠
الفرقان:١٣٠
غافر : ٦١
المزمل: ٢٠
النبأ: ٩،١٠،١١
البقرة: ١٨٧
آل عمران: ١١٣
الأنعام : ١٣
الأنعام: ٩٦
الإسراء :٧٨
الإسراء: ٧٩
الروم:٢٣
الزمر:٩
قٓ:٤٠
الذاريات:١٧
الطور:٤٩
المزمل:١،٢،٣،٤،٥،٦
الإنسان: ٢٦
سورة الكهف
حلية المتقين ص٢٣٦،٣٢٧،٣٢٨،٣٢٩،٣٣١،٣٣٢،٣٣٣،٣٣٥،٣٣٧٣٤١،٣٤٥،٣٤٦،٣٥١

حوارية اليوم الثالث و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : فضيلة الشيخ وأنا أقرأ القرآن أخطيء ، فهل أتوقف أو هناك شيء تعلمني إياه؟
الشيخ : إقرأ بنية التعلم لكي لا يعتبر أنك تغير في كلام الله حيث جاء عن أبي عبدالله عليه السلام: ( ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه).
و يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (تعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب)، ومن الطبيعي أن الربيع و قت ينجلي فيه الهم و يتسع فيه الفكر و طمأنينة القلب وسكينته، ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه و آله: ( لا يعذب الله قلباً وعى القرآن)، و عنه صلى الله عليه وآله: (خياركم من تعلم القرآن و علمه)، و عنه صلى الله عليه وآله: (ما من رجل علم ولده القرآن إلا توّج الله أبويه يوم القيامة تاج الملك ، و كسيا حلّتين لم ير الناس مثلهما) ، وعنه صلى الله عليه و آله: ( معلم القرآن ومتعلمه يستغفر له كل شيء ، حتى الحوت في البحر)).


السائل : فضيلة الشيخ في آخر أسبوع من الشهر الكريم يختم المؤمنون القرآن، و يعدون على ذلك وليمة ، وكل سنة يقرأ في الختمات القرآنية شيء من بداية سورة البقرة و آية الكرسي و نهاية سورة البقرة فهل هذا عند أهل البيت؟

الشيخ : نعم وهي آيات تحرز القارئ وأهل بيته وماله و تساعد على حفظ القرآن، الأفضل للقارئ البدء بها في كل قراءة، و هي عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله: (من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها ، وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه و أهله و ماله شيئا يكرهه ، ولا يقربه الشيطان، و لم ينس القرآن)، و يمكن أن يقال أن منها السكينة بين الزوجين و الإستقرار الإقتصادي و الرضى عن شخصه.
السائل : هل ترسل سند أقوالك في وقت فراغك لكي أتزود أكثر .

الشيخ : أرسل إليك في أسرع وقت بعون الله تعالى.
الكافي ج٢ ص٦٠٧ الحديث٣
الوسائل ج٦ ص ١٦٧ حديث ٧٦٤٠،٧٦٤١
نهج البلاغة ج١/٢١٥ الخطبة ١٠٥
تفسير العياشي ص٢٦ الحديث ٣

حوارية اليوم الثاني و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : سماحة الشيخ توقفت بالأمس عند الشرط الخامس هلا أكملت ما بدأت به؟
الشيخ: في الواقع إن الشروط تشترك من جهة في آداب الدعاء، و هذا الكلام لرفع بعض التوهم، فإذا كان توجيها من قبل النصوص فهي شروط، و إذا كان قد نوى بها المقبل على الدعاء التواصل أو العبادة فمن هذه الجهة هي آداب، و آداب قراءة الدعاء كثيرة، منها:
١- ذكر البسملة: فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم) .
والكلام في البسملة يطول ولكن يجب أن نعرف أن البسملة أعظم آية في القرآن، و يقول عنها الإمام الرضا عليه السلام : (إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها) ، وهناك مباحث و روايات تخص الآية المسماة بالبسملة.
٢- التمجيد: وهو واضح في أدعية أهل البيت عليهم السلام و تمجيدهم في أدعيتهم يعطيك إشارة أنهم يفتحون أبواب السماء بتمجيدهم،  و من ثم يعلمونا كيف نطلب حاجتنا، فنية الإنسان في حال التمجيد يتضمنها عدة نيات تفتح أبواب السماء و الاستعانة بالله على كل ما يطلبه في كل حال.
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن كل دعاء لا يكون قبله تمجيد فهو أبتر) .
– عنه (عليه السلام): (إن في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام): إن المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عز وجل فمجده، قال: قلت: كيف أمجده؟ قال: تقول:يامن هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شيء ).
و الرواية الأخيرة فيها إشارة إلى أنه قد ورث كتب الأئِمة بما فيها كتاب أميرىالمؤمنين، وهذا موجود في روايات أخرى تصريحا او تلميحا أنهم يرثون علوم الأنبياء إن كانت كتبا أو صحائفا… أو غيرها، مثل: عصا موسى عليه السلام، وسيف علي عليه السلام.
وهناك رواية تجمع بين البسملة و التمجيد ، فعن رسول الله صلى الله عليه و آله :( من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجوّده تعظيما لله ،غفر الله له)، و في الحقيقة هناك مفهوم لروايات كثيرة صريحة توجهنا إلى عظمة آية البسملة و التمجيد لله عز وجل.
٣- الصلاة على محمد و آل محمد وفيها روايات مستفيضة في فضل الصلاة على محمد و آل محمد صلى الله عليهم وسلم.


وهناك روايات صريحة تخص المقام فضلا عن مكانتها العامة، وهي فضل الصلاة على محمد و آل محمد صلى الله عليهم أجمعين منها:
– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (صلاتكم علي إجابة لدعائكم وزكاة لأعمالكم) .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد ).
– عنه (عليه السلام): (من كانت له حاجة إلى الله عز وجل فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه) .
– عن الإمام علي (عليه السلام): (كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد ).
٤-الاستشفاع بالصالحين، وهذا مما اعتبرته بعض المذاهب شركا بالله، و عندهم بحوث في هذا الجانب، و أسست مراكز إعلامية لمحاربة الاستشفاع
ويكفي الرد عليهم بذكر آيات الاستشفاع منها:
-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
-{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا}.
أما النصوص التي تناسب المقام أي آداب الدعاء والاستشفاع بالصالحين _ و هو من معتقداتنا _ وذكرنا في الشروط معرفة الحق وهذا منه ، و القرآن و الروايات و أدعية أهل البيت فيها الكثير من طلب الشفاعة و نختار  بعضها :
– في دعائهم (عليهم السلام) -: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك وحجبت دعائي عنك فصل على محمد وآل محمد، واستجب لي يا رب بهم دعائي.
– عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (إذا كانت لك حاجة إلى الله فقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأنا من الشأن) .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن لله رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين، فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين) .
٥-الاعتراف بالذنب، و سميت  أحد المشاعر المحرمة بعرفات لأن آدم عليه السلام اعترف بما فعله بترك الأولى، و قلت ترك الأولى لأن الجنة ليست فيها ذنوب، لكي لا نصبح مثل بعض المذاهب و الأديان حيث يقولون بمعصية الأنبياء عليهم السلام ، فإذا جاء نص عنهم في الاستغفار إما للتضرع الخالص، أو هناك ترك الأولى، أو استغفار للناس لأنهم باب من رحمة الله عزوجل .
فكيف كان نحن نتعلم منهم ، و لسانهم في الدعاء الذي وصل إلينا، و أمر الله بالدعاء بالاستغفار والاعتراف في النصوص القرآنية، و نكتفي برواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنما هي المدحة، ثم الإقرار بالذنب، ثم المسألة.
٦-التضرع و الابتهال، تجد هذه الأفعال في الصلاة، فالتضرع كفعل الركوع والسجود بما فيهما من خضوع، و إحناء الجسد والرقبة بالتسليم لرب العزة، و الابتهال و القنوت الذي هو عبارة عن رفع اليدين بمستوى الوجه إلى السماء، و البكاء لا يأتي إلا بخشوع و قلب نقي إما بندم أو خوف لاستخراج مشاعر العشق الإلهي، و ما يناسب المقام في حالة الدعاء: تعفير الوجه لله، وطلب المغفرة، و السماحة، و عدم الرجوع إلى الذنب، و من هذه النصوص ما أوحى الله تعالى إلى موسى : (عليه السلام) -: (يا موسى، كن إذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا، وعفر وجهك في التراب، واسجد لي بمكارم بدنك، واقنت بين يدي في القيام، وناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وجل) .
– فيما أمر الله تعالى به عيسى (عليه السلام) -:
(يا عيسى، ادعني دعاء الحزين الغريق الذي ليس له مغيث… ولا تدعني إلا متضرعا إلي، وهمك هما واحدا، فإنك متى تدعني كذلك أجبتك) .
– عن الإمام الحسين (عليه السلام): (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين).
٧- والصلاة: ومن الأمور التي تفتح أبواب السماء هي الصلاة، فإذا هممت لدعاء أفتح باب الرحمة بالصلاة، سواء كانت صلاة الفريضة او الصلاة المستحبة، فهما يفتحان باب الرحمة، و أبواب السماء، و هناك رواية تخص مراعاة وقت الصلاة في كل فريضة،  عن رسول الله صلى الله عليه و آله (الصلاة في أول الوقت رضوان الله، و في آخره عفو الله )، تكلمنا سابقا عن معنى الرضوان و قلنا هي أعلى العطايا والتي هي أعلى من عطية الجنة كما أنها مكانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث نكون في حضرة الرسول إذا عملنا أعمالا وأديناها في مظانها كوقت الصلاة .
و على كل حال فالصلاة بها كثير من الأمور التي تفتح أبواب الرحمة و كالدعاء المقرون بالصلاة، و فيها روايات منها : عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عز وجل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعجل العبد ربه، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عز وجل وصلى على النبي وآله، فقال (صلى الله عليه وآله): سل تعط ).
– عنه (عليه السلام): (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، فأتم ركوعهما وسجودهما، ثم سلم، وأثنى على الله عز وجل وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم سأل حاجته، فقد طلب في مظانه، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب ).
و المقصود في مظانه يعني الوقت الذي يستجاب الدعاء فيه.
٨- أن لا يستصغر شيئا من الدعاء وهو ينظر إلى طلبه أنه لا يتحقق، ويمكن العمل الخيري مثل الصدقة والكلمة الطلبة أو دخول السرور في قلب مؤمن أو صلة رحم تساعدنا في ما استصغرناه في وجداننا وظننا عدم الإجابة، فنحن نطلب كما دعانا الله عز وجل و المأثور عن المعصومين، فعن الإمام علي (عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى أخفى إجابته في دعوته، فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لاتعلم ).
٩-أن لا يستكثر مطلوبه: والكلام هنا يشابه الكلام السابق، فلا نتردد في طلبنا، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله يقول: ولو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبدا لي ما زاد ذلك إلا مثل إبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في البحر، وذلك أن عطائي كلام، وعدتي كلام، وإنما أقول للشئ كن فيكون).
– عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: (لو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فتمنى كل واحد ما بلغت أمنيته فأعطيته لم يتبين ذلك في ملكي ).
– عنه (صلى الله عليه وآله): (أوحى الله إلى بعض أنبيائه: لو أن أهل سبع سماوات وأرضين سألوني جميعا  وأعطيت كل واحد منه مسألته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح البعوضة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟! ).
– عنه (صلى الله عليه وآله): (سلوا الله وأجزلوا، فإنه لا يتعاظمه شئ ).
– عن الإمام الباقر (عليه السلام): (لا تستكثروا شيئا مما تطلبون، فما عند الله أكثر).
١٠-تعميم الدعاء : و هذا ما جاء في أفضل سورة في القرآن وهي فاتحة الكتاب فكان الدعاء فيها تعميم ونحن في قراءتنا نيتنا تكون لنا و للمؤمنين: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }، إن قرأناها كدعاء، كما أنه يمكن فيهم من الأولياء فيستجاب له بفضل ذلك الولي المخفي، و المروي الدعاء لأربعين مؤمن، و أوصي نفسي و أوصيكم الدعاء للإمام الحجة عجل الله فرجه فهو أولى البشر الأحياء.

-عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا دعا أحد فليعم فإنه أوجب للدعاء، ومن قدم أربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه ).
– الإمام الصادق (عليه السلام): (من قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له) .
١١- الاجتماع في الدعاء في الأمور العامة، و أما ما يخص الإقرار والاعتراف بما ستر الله علينا فالسرية مطلوبة في الحاجات الخاصة.

و الاجتماع لإحراز وجود ولي مخفي أو مؤمن ذو شأن عند الله فيكون وجوده علة لنصل إلى حوائجنا، وهذه روايات الإجتماع:
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما اجتمع أربعة رهط قط على أمر واحد فدعوا [الله] إلا تفرقوا عن إجابة .
– عنه (عليه السلام): كان أبي إذا حزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا .
أما روايات السر:
– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (دعوة في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية ).
– الإمام الصادق (عليه السلام): (ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه إلا الله تبارك وتعالى ).

و أسألكم بدعاء خاص لخادمكم في هذه الليالي.
و  آخر دعوانا الحمدلله رب العالمين.
عيون أخبار الرضا عليه السلام ج٢ ص٥ حديث١١
المائدة:٣٥
النساء : ٨٥
ميزان الحكمة ص ٨٧٦،٨٧٧،٨٧٨
عوالي اللئالي ج١ ص١٩٥ حديث ١
الفاتحة : ٥،٦

حوارية اليوم الحادي و العشرين


بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : شيخنا بالأمس توقفت عند الشرط الثاني للاستجابة الدعاء هلا أكملت لنا الحديث؟

الشيخ : ٣ – من الشروط معرفتنا و تغذيتنا الروحية  المشروطة بالإيمان في الوجدان، و أول المعارف معرفة الحق من الله عز وجل، و كل ما كان مقدار معارفنا زاد تقربنا إلى الله واستجيب دعاؤنا، وقد مر علينا في مقدمة الكلام عن الآية٦٢ من سورة النمل: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} ، إن طريق الوصول إلى الله هو المعرفة أي العلم، و لا يكون إلا من المعصومين عليهم السلام، فعلة وجودنا مرتبطة بثلاث: أمور العلم، و الموصل للعلم (المعصوم) ، و غاية العلم(الدعاء الذي يسمى عبادة).
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل:من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع أستجيب له .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام) – وقد سأله قومه -: ندعو فلا يستجاب لنا؟! -: لأنكم تدعون من لا تعرفونه .
– وعنه (عليه السلام) – في قوله {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} -: يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألوني .
٤- بعد المعرفة (العمل)، فبعض العمل يتضمنه دعاء مثل الفرائض التي تدعم الدعاء المتضمن، و بعض الأعمال تدعم الدعاء مثل الصدقة ، و أي عمل خير لوجه الله عزوجل، و مثل الوفاء بعهود رب العزة: -{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر .
– و عنه (صلى الله عليه وآله): يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح .
– عن الإمام علي (عليه السلام) – لما سئل عن قول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ }فما بالنا ندعو فلا نجاب؟ -: لأن قلوبكم خانت بثمان خصال:
أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا…
فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟! .
– و عن الإمام الصادق (عليه السلام) – أيضا -: لأنكم لا تفون لله بعهده وأن الله يقول: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}، والله لو وفيتم لله لوفى الله لكم .
– -وهناك شرط الدعاء بالقلب الصادق، ما أوحى الله إلى موسى -: يا موسى، ادعني بالقلب النقي واللسان الصادق .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنية صادقة وقلب مخلص أستجيب له بعد وفائه بعهد الله عز وجل، وإذا دعا الله عز وجل لغير نية وإخلاص لم يستجب له، أليس الله يقول: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}؟فمن وفى أوفى له .
و من العمل  طيب المكسب فهو يؤثر كثيرا ويسيطر على الغذاء الروحي (معرفة الحق المُنزل) و بينهم نفور يصل إذا أجتمعا النتيجة عكسيةيبتلى الإنسان بالنفاق و الأمراض الروحية .
– عن الإمام علي (عليه السلام): خير الدعاء ما صدر عن صدر تقي وقلب نقي .
– عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العبد ليرفع يده إلى الله ومطعمه حرام، فكيف يستجاب له وهذا حاله؟
– عنه (صلى الله عليه وآله) – لمن قال له: أحب أن يستجاب دعائي -: طهر مأكلك ولا تدخل بطنك الحرام .
– عنه (صلى الله عليه وآله): أطب كسبك تستجب دعوتك، فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه [حراما] فما تستجاب له دعوة أربعين يوما .
– في الحديث القدسي -: فمنك الدعاء وعلي الإجابة، فلا تحجب عني دعوة إلا دعوة آكل الحرام .
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): من سره أن يستجاب دعاؤه فليطيب كسبه .
و من العمل المنهي عنه في (معرفة الحق) الذنب و كل ذنب يحجب شيئا ففي دعاء الخضر عليه السلام الذي ورثه أمير المؤمنين عليه السلام المعروف بدعاء كميل رضوان الله عليه( اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الّذنوبَ الّتي تُنزِلُ البَلاء)
شاهدنا هنا (اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ).
– عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته وأحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني .
– و من الذنوب الظلم فعن الإمام علي (عليه السلام): إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم: قل للملأ من بني إسرائيل… إني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة .
٥- من الشروط القبول عدم معارضة حكمته فلابد من التوافق بين طلب الدعاء و حكمة رب العزة والجلالة عن الإمام علي (عليه السلام): إن كرم الله سبحانه لا ينقض حكمته، فلذلك لا يقع الإجابة في كل دعوة .
و للموضوع تتمة في يوم غد لأن فيها ليالي عظيمة لاستجابة الدعاء.

النمل:٦٢
البقرة :١٨٦
البقرة: ٤٠
ميزان الحكمة ج٢ ص٨٧٤،٨٧٥،٨٧٦

حوارية اليوم العشرين

حوارية اليوم العشرين

السائل: بين الجزء العشرين واليوم العشرين و ليالي القدر، ما الذي يمكن أن توجهنا فيه؟
الشيخ : قوله تعالى في الآية ٦٢ من سورة النمل في الجزء العشرين: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}
دعاء الخلفاء على الأرض لله المجيب، الله قرن وجودنا في الدنيا بالدعاء ، بعبارة أخرى علة وجودنا في الدنيا و تواصلنا (الدعاء) مع الله بالعلم الذي أنزله على الأنبياء و الأئِمة الأثنى عشر عليهم السلام .
بعبارة أخرى إن علة وجودنا المعصومين عليهم السلام الموصلين العلم الذي غايته التواصل (الدعاء)مع رب العزة .
الله عز وجل حين أراد أن يخلفنا في الأرض استفسر الملائكة بالدعاء فأجابهم أنكم لا تعلمون ما أعلم فأخبرهم بوجود علم .
فالجمع بين الآيات نتيجته أن فيهم أسماء، و هذه الأسماء تعلمنا التواصل (الدعاء)مع الله عز وجل .
في هذه المقدمات مقدمة واحدة في الحقيقة تجدها في هذه الآيات :
-{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}
-{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} .
أما النتيجة العكسية وهي عدم اتباع أوامر المعصومين عليهم السلام، و عدم الاتباع يعني عدم الدعاء،  تجدها في الآيات التي استخدمنا مفهومها في المقدمات وهي:
-{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}.
-{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }.
المقصود من العبادة هو الدعاء، و في بعض العبادات تكون العبادة أفعال، ولكن هذه الأفعال بقصد القربة مثل الصوم ، والخمس ، والزكاة، و بعض العبادات تكون أفعال من ضمنها الدعاء في كل أفعالها مثل الصلاة و الحج، وكيف كان كلها قربة لله تعالى وهي المشتملة على علة وجودنا.
-{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
أفضل الدعاء هو مافيه توجيه المعصوم، و من توجيهاته:
أولا: الدعوة للدعاء عن طريق:
١-الترغيب:
– روي عن الإمام علي (عليه السلام) – في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -: اعلم أن الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك، وتكفل لإجابتك، وأمرك أن تسأله ليعطيك، وهو رحيم كريم، لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه… ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه .
– روي عن الإمام علي (عليه السلام): الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح .
– عنه (عليه السلام): الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة .
– وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض .
– و عنه (صلى الله عليه وآله): يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملا واحدا، فيرى أحدهما صاحبه فوقه، فيقول: يا رب بما أعطيته وكان عملنا واحدا؟
فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني .

٢- الترهيب (الزجر) و الاستنكار و التحذير.
– روي عن الإمام الباقر عليه السلام: إن الله عز وجل يقول: { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } قال: هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء، قلت: إن إبراهيم لأواه حليم قال: الأواه هو الدعاء .
– وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ترك الدعاء معصية .
– وعنه (صلى الله عليه وآله): إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء .
– وعن الإمام علي (عليه السلام): أكثر الدعاء تسلم من سورة الشيطان .
– وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل .
– وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يرد القضاء إلا الدعاء .
– وعن الإمام الصادق (عليه السلام) – لأصحابه -: هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ قلنا: لا، قال: إذا ألهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير .
٣- الدعوة من المعصوم للدعاء في كل حاجة حتى صغائر الأمور و ليس هناك خجل في الدعاء لأنها دعوة من المعصوم لتعزيز و تقوية التواصل (الدعاء) مع الله عز وجل.
– فيما أوحى الله إلى موسى -: يا موسى، سلني كل ما تحتاج إليه، حتى علف شاتك، وملح عجينك .
– وعن الإمام الصادق (عليه السلام): عليكم بالدعاء، فإنكم لا تقربون إلى الله بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار .
– عن الإمام الباقر (عليه السلام): لا تحقروا صغيرا من حوائجكم فإن أحب المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم .
– وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليسأل أحدكم ربه حاجته، حتى يسأله الملح وحتى يسأله شسعه .
٤- بيان من الله عز وجل و من المعصوم صلى الله عليهم إلى عباده ،إن الله طلب من عباده الدعاء:
-{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }.
-{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
– وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى… كان إذا بعث نبيا قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك، وأن الله أعطى أمتي ذلك حيث يقول: {ادعوني أستجب لكم}.
– وعن الإمام الصادق (عليه السلام) – في قول الله تبارك وتعالى: {وما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} قال :(الدعاء) .
الثاني :شروط الدعاء:

نقصد كل ما توفرت تلك الشروط كان أقرب للاستجابة،  و لا أجزم بأن الدعاء لا يكون إلا بهذه الشروط، و لكن بعضها نعم، و البعض الآخر يمكن أن يتمم أو يشفع لبعض الشروط المفقودة.
١- الدعاء في الرخاء و الشدة، و التكلم عن هذه الخاصية نصوره بمثال في علاقاتنا كعلاقات التواصل الإنساني، وأفضلها علاقة العطاء التي لها قيمة و يكون من المعيب في أعرافها الانقطاع في كل الأحوال، فإذا مرض أحدهم نرعاه، و إذا تزوج أحدهم فرحنا معه وشاركناه الفرحة، أما في حالة الانقطاع عن أحد جزئيات التزامات العلاقة ستضطرب مع الآخرين و تصبح محدودة، و المعاملة بالمثل أيضا، هكذا يجب الاتصال بعلاقتك بين رب العزة إذا صار بها انقطاع في جزئيات التزاماتها فستضطرب و يرجع عليك عدم التواصل بالآثار السيئة.
-قال الله تعالى{وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }.
– وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة .
– وعن الإمام الصادق (عليه السلام): من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: صوت معروف ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: إن ذا الصوت لا نعرفه .
– وعن الإمام الباقر (عليه السلام): ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة .
– أوحى الله تعالى إلى داود صلوات الله عليه: اذكرني في أيام سرائك حتى أستجيب لك في أيام ضرائك .
٢- كثرة الدعاء والإلحاح لرب العالمين و في بعض الأدعية حتى ينقطع النفس.
– عن الإمام الصادق (عليه السلام): أكثر من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عند الله إلا بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه .

و للموضوع تتمة في يوم غد لأن فيها ليالي عظيمة لإستجابة الدعاء.

البقرة:من ٣٠ إلى ٣٣
النمل:٦٢
الفرقان:٧٧
غافر:٦٠
الذاريات:٥٦
ميزان الحكمة ج٢ ص٨٦٨،٨٦٩،٨٧٠،٨٧١،٨٧٣
البقرة :١٨٦
غافر:٦٠
الزمر :٨